يمثل اليوم الاثنين حدثين كبيرين في تاريخ القضية اليمنية الراهنة، ففي نيويورك سيلقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيانه الختامي أمام مجلس الأمن حول انصياع المتمردين الحوثيين ومعهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح للقرار «2216». وعلى ضوء جلسة اليوم لمجلس الأمن سيتحدد الموقف الدولي الذي بدأه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أما الحدث الهام الثاني فسوف يتشكل اليوم في العاصمة الأمريكيةواشنطن وذلك بقيام العديد من المواطنين اليمنيين في تظاهرة كبرى أمام البيت الأبيض. جاء ذلك في حديث أدلى به ل"الرياض" الناشط اليمني السيد أحمد الصالح، المتحدث باسم ملتقى شباب الجنوب في أمريكا: "نحن نرى أن القرار «2216" لمجلس الأمن يعد إنجازاً عربياً كبيراً جداً يحسب للدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومن الواضح أن المتمردين الحوثيين ومعهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لم تهتم بذلك القرار الذي منحها مهلة عشرة أيام وكأنه لا يعنيها حتى إن المتحدث باسم المتمردين الحوثيين قد قال بأن القرار لا يعنيهم وأنهم لا يعترفون بمجلس الأمن ولا بالأممالمتحدة، ولذا فهؤلاء المتمردين والرئيس السابق صالح لا يزالون يمارسون أعمالهم في القمع والتنكيل وبالذات في المناطق الجنوبية إلى جانب مناطق أخرى من اليمن حيث يحاصرون المواطنين لأكثر من 28 يوماً قطعوا عنهم الماء والغذاء والدواء والوضع الإنساني هناك وضع كارثي مأساوي، الخبز لا يوجد في المخابز، الدقيق لا يوجد، المحروقات لا توجد، الكهرباء معدومة ومعظم مناطق عدن الساحلية حارة، وفي ظل كل هذه المآسي نرى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يزعم بالتقدم بمبادرات جديدة ليكسب مزيداً من الوقت. ويمضي السيد أحمد الصالح قائلاً: "أعتقد أن جلسة اليوم الاثنين لمجلس الأمن مهمة جداً ولدى المجلس أوراق كثيرة وكبيرة جداً ومن ضمنها تصنيف حركة الحوثيين أنها حركة إرهابية ومتمردة عن قرار الشرعية الدولية، وأيضاً يجب أن يكون هناك شيء ملموس على الأرض وليس الاكتفاء بالتنديد والخطابات والمزيد من الشعارات لأن الناس تموت فعلياً على الأرض وتقتل وهذا يمثل خطراً على الدول المجاورة، يمثل خطراً على الإقليم، يمثل خطراً على خط الملاحة الدولية ويمثل خطراً على المجتمع الدولي بأسره، فجميعنا يعلم بأن اليمن يحتل موقعاً استراتيجياً هاماً والحوثي اليوم هو على باب المندب الذي تسير فيه العديد من مصالح دول العالم". أما بشأن المظاهرة التي سيقوم بها اليوم أمام البيت الأبيض المواطنون اليمنيون القادمون إلى واشنطن من مختلف الولاياتالأمريكية تأييداً للشرعية في اليمن ولشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على احتضانه ومعه الشعب السعودي للشعب اليمني في دفاعه ضد التمرد الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حيث قال السيد أحمد الصالح، الناشط اليمني في الولاياتالمتحدة، في ختام حديثه ل"الرياض" هذه المظاهرة نعدها بالمظاهرة الكبرى وسوف تتم اليوم الاثنين، في واشنطن أمام البيت الأبيض وذلك لاعطاء فكرة للادارة الأمريكية حول مدى تضرر الشعب اليمني للغاية من هذه الأحداث وأن موقف الادارة الأمريكية يجب أن يكون موقف واضح ومتعاون مع الدول العربية والإسلامية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية. والغرض الآخر من هذه المظاهرة هو تأكيد ترحيبنا بالتدخل العربي مثمناً في "عاصفة الحزم" التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونرحب بالمرحلة الجديدة التي هي "إعادة الأمل". وأيضاً ستكون لنا بعض النشاطات في نفس اليوم من ضمنها مقابلة في وزارة الخارجية الأمريكية للنظر في آخر التطورات السياسية حول القضية اليمنية، ومن ثم لنا لقاء مع منظمة الصليب الأحمر الدولي بحيث نشرح لهم بعضاً من الوضع الإنساني، ومن ذلك وهو الشيء المهم جداً، حول انتشار جثث جنود الحوثي الذي يتخلى عن جثث أفراده الذين قتلوا في الشوارع وتعفنه من جراء ذلك مما ينذر بكارثة إنسانية. وانتشار القناصة الحوثيون ومن يلتفون حول علي عبدالله صالح، الرئيس المعزول، لا يسمحون للناس بالخروج لسحب أولئك القتلى ودفنهم لذلك فهناك كارثة إنسانية تنتظر المجتمع في مدينة ساحلية حارة مثل عدن وبعض المناطق الأخرى. كذلك هناك الكثير من أعمال القتل والتنكيل في مدينة الضالع المحاصرة أيضاً ومدينة الحوطة في لحج وفي محافظة شبوه وفي مديرية نصاب وفي عتق وفي أبين وفي كثير من المدن والقرى اليمنية. ونحن نريد أن ننقل للمجتمع الدولي وبالذات للادارة الأمريكية ونسمعها صوت أبناء الوطن اليمني الذين يعانون ويستنجدون ويطلبون العون من هذه الكارثة التي حلت بهم.