أكدت متخصصات في رعاية الأطفال التوحديين، أن التعامل بأساليب علمية يطور مهارات هذه الفئة، وييسر تواصلهم مع المجتمع، ودمجهم في بيئة التعليم. وأشارت إلى أن من أهم العوائق أمام العاملين في مجال "التوحد" عدم وجود استراتيجية واضحة للعمل وفقها، لتوحد جهود الجهات المتعدد. وفي استطلاع أجرته "الرياض"، قالت شيرين عبدالمنعم، مسؤولة قسم التخاطب في مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد في الرياض: "أجرينا بحثاً لمدة 3 أشهر عن دور التقنية في تطوير مهارات التواصل لدى أطفال التوحد، وكانت النتائج مبهرة حيث استخدمنا بعض تطبيقات "الأيباد" على عينة من الأطفال وقد استفادوا منها، وتشكلت العينه من أطفال غير ناطقين، وأطفال يستخدمون كلمة واحدة، وفئة لديها لغة ولكن غير مستخدمة". وكشفت الدراسة أن 60% من العينة استطاعوا استخدام التطبيق للتواصل، وطوروا مهاراتهم، وأصبحوا ناطقين، و40% كانوا غير ناطقين وتحسنت عملية التواصل لديهم مع الأفراد، وتطورت لديهم فكرة الانتباه والانتباه المشترك. 60% من العينة استخدموا تطبيقات التواصل وطوروا مهاراتهم وأصبحوا ناطقين كما أكدت الدراسة تطوير التواصل البديل في المنزل وفي بيئة العائلة، وقد تم استخدام "الملف" بالأيباد، ليصبح طفل التوحد مثل الأطفال الآخرين يستخدم التقنية، وتشعر الأسرة بسهولة التواصل مع طفلها. فيما تقول روان إبراهيم الموسى، بكالوريوس تربية خاصة، مسار اضطرابات سلوكية وتوحد أن المملكة من أكثر الدول التي تنتشر فيها حالات التوحد، بمعدل طفل توحدي لكل 50 مولوداً، معربة عن أسفها لعدم وجود كوادر متخصص في معظم المراكز، في حين أن الخريجات المتخصصات عاطلات. وقالت الموسى: "تجد الموظفات في مراكز التأهيل من التخصصات البعيدة، لغة عربية، مثلاً".. داعية إلى ضرورة التوسع في فتح مراكز حكومية، لارتفاع تكلفة التأهيل في المراكز الأهلية، والأعباء الكبيرة التي تقع على أسر الأطفال التوحديين. كما أكدت الموسى أهمية دمج الطفل التوحدي في البيئة التعليمية العادية، قائلة: "إن الدمج يحتاج إلى تطوير الأبحاث، فقبل الدمج لا بد من الاكتشاف المبكر للحالة، والتدخل المبكر، والتأهيل ليلتحق الطفل بالمدرسة وينجح الدمج، وأن وضع التشخيص قد تحسن، عما كان عليه قبل بدء الجامعات بالاهتمام بالتوحد، حيث أوجدت جامعة الملك سعود قسماً لتخريج المتخصصات على سبيل المثال". من جهتها أعربت سلطانة بنت عبدالرحمن آل الشيخ، مديرة المدرسة الابتدائية 51 في حي السليمانية بالرياض، عن سرورها لنجاح مشروع الدمج الذي تطبقه المدرسة، مشيرة إلى أن البداية كانت بطالبتين، وزاد العدد إلى 8، وأن العدد سيرتفع إلى 20 طالبة العام المقبل. ولفتت آل الشيخ إلى "أن النتائج مشجعة جداً وقد لمس الأهالي التطورات الإيجابية في أطفالهم، وتحسن مستواهم السلوكي والأكاديمي والاجتماعي، حيث دمج ذوي التوحد في التعليم العام مشروع وطني، سواء كان من يتبنى المدمج وزارة التعليم أم الصحة، ولذلك يجب الاهتمام بهذا المشروع ليبلغ منتهاه". من جانبها، تقول منال الخطيب رئيسة وحدة التطوير والتدريب بمركز والدة فيصل بن فهد للتوحد بالرياض: "إن الجهود الموجهة لأطفال التوحد كثيرة، ولكنها غير موحدة، فتوحيد الجهود المبذولة من التعليم، والصحة، والشؤون الاجتماعية، سيمكن من الخروج بإستراتيجية تعود بفوائد كبيرة على الفئة المستهدفة، خاصة إذا تلازمت هذه الإستراتيجية مع رفع مستوى تدريب المختصين، فنحن نحتاج إلى مدربين من البيئة يتفهمون واقع الأطفال الذين يتعاملون معهم". وأشارت الخطيب: "إلى تضارب الأرقام والإحصاءات بشأن التوحد حيث آخر إحصائية صادرة في العام 1423 حددت الرقم ب حالتي توحد لكل 100 مولود"، معربة عن اعتقادها: "أن المجتمع هو أكبر عائق أمام التوحديين، حيث لا يزال السؤال مطروحاً عن تقبل التوحدي في المجتمع، وعن استيعابه في سوق العمل". المدرسة 51 الابتدائية بالرياض نجحت في دمج التوحديين بالمدرسة تأكيد دمج الطفل التوحدي في البيئة التعليمية العادية (عدسة/ عليان العليان)