الكثير من أهالي الأطفال التوحديين يعانون من قلة الخدمات وصعوبة تقديم التعليم والتأهيل المناسب لأطفالهم وذلك بسبب أن مراكز التأهيل الخاصة توجد فقط في مناطق ومدن محددة مثل الرياض - جدة - الشرقية. فإذا كان الطفل التوحدي في منطقة مثل القصيم فإنه لا يستطيع الالتحاق بمثل هذه المراكز.. كما أنه لا يوجد قسم داخلي أو خدمة إيواء في هذه المراكز للأطفال القادمين من خارج المنطقة.وحين يقصد الأهل مراكز الرعاية النهارية للمعاقين تعتذر هذه المراكز عن قبول الطفل التوحدي بحجة أنها لا تخدم هذه الفئة. وحين يقصد الأهل مدارس التربية الفكرية ، التي يوجد بها فصول توحد تقابلهم الشروط التي - من وجهة نظر أم عانت مع ابنتها - أنها شروط تعجيزية حيث تقول أم شموع: من هذه الشروط : أن يكون الطفل معتمداً على نفسه في دخول دورة المياه ، وأن يبلغ الطفل سبع سنوات ، أما الشرط الأول فان جميع المهتمين ومن لديهم اطلاع على مصاعب و مشاكل الأطفال التوحديين يعرف أنهم يتأخرون عن الأطفال العاديين في التدرب على قضاء الحاجة وذلك لأسباب منها الصعوبة في فهم اللغة. بالإضافة إلى المصاعب الحسية مثل أنه لا يدرك الإحساس بامتلاء مثانته. وهذه من أعراض التوحد. أما الشرط الثاني فأين التدخل المبكر وأهم سنوات العمر تضيع بدون تأهيل أو تعليم بسبب تعقيد هذه المراكز أما هذه العقبات والتعقيدات وحتى لا يحرم الطفل من فرصة التدخل المبكر يضطر الأهل إلى إدخال طفلهم التوحدي إلى مراكز تأهيل إيوائية خاصة بالتوحد في دول عربية مثل الأردن - مصر - لبنان وطبعاً تكاليف هذه المراكز باهظة وذلك لأن الطفل التوحدي السعودي يعامل بها معاملة طفل أجنبي !. وكثيراً ما يؤدي انتقال الطفل التوحدي عن والديه وأهله وروتين الحياة الذي تعود عليه إلى هذه المراكز الإيوائية إلى حدوث انتكاس لحالته، كما أن ذلك صعباً جداً وليس سهلاً على الوالدين مفارقة طفلهم الذي أودع الله له الرحمة والشفقة والحب في قلوبهم أكثر من بقية اخوته لأنه في نظر والديه حالة خاصة.. ولكن ليس هناك خيار آخر أمام الوالدين فمصلحة الطفل أن يتلقى التأهيل المبكر حتى يستطيع أن يعتمد على نفسه ويتعلم المهارات الأساسية. ويعيش في صورة مرضية في مجتمعه. وكررت والدة شموع رجاءها الحار للمسئولين بضرورة الاهتمام بإنشاء مراكز للتوحد فالطفل التوحدي مواطن ومن حقه ان يتلقى التعليم والتأهيل في وطنه كغيره من المواطنين وحرمانه من التأهيل المناسب يجعله عبئاً على مجتمعه. كما قدمت والدة شموع اقتراحات هامة ولعلها أن تكون نافعة كما تقول من وجهة نظرها على الأقل وقد تساهم في حل بعض جوانب المشكلة ومنها: ٭ أرجو إعادة النظر في شروط المدارس الفكرية ( فصول التوحد). من وجهة نظري لو يشترط مثلاً وجود الأم أو خادمة مع الطفل التوحدي الذي لا يعتمد على نفسه، واما بالنسبة للعمر فلا يشترط عمر محدد وخاصة أن التوحد لا تظهر أعراضه أحيانا إلا بعد ثلاث سنوات، ونظراً لأهمية التدخل المبكر فلم نحرم الطفل من التعليم في سن مبكر في المدارس الفكرية بالنسبة للأطفال الذين حالتهم المادية لا تسمح لهم بدفع رسوم مراكز التوحد الخاصة، أو ظروفهم العائلية لا تسمح لهم بالسكن في المناطق التي يوجد بها مراكز التوحد الخاصة فليس لهم ذنب في حرمانهم من التعليم. ٭ الأموال التي تصرف على أطفال توحديين في دول أخرى. أموال طائلة يمكن الاستفادة من هذه الأموال بإنشاء مراكز توحد في مناطق لا توجد بها مراكز مثل منطقة كبيرة كالقصيم فلو تم إنشاء مركز في مدينة بريدة فهو يخدم الكثير من المدن الصغيرة. بالإضافة إلى المحافظات والقرى المحيطة بمدينة بريدة فهو بالتالي مشروع استثماري له عوائد مادية فالمقتدر سيدفع في سبيل تأهيل ابنه ولن يبخل عليه. ٭ الاهتمام بأمهات الأطفال التوحديين وذلك بعمل دورات تدريبية وورش عمل لتثقيف أولياء أمور الأطفال التوحديين لطرق التعامل مع أطفالهم. ٭ فتح أقسام التربية الخاصة في الكليات والمعاهد فهو تخصص مطلوب لتوفير معلمات مؤهلات للتعامل مع الأطفال التوحديين وخصوصاً في تخصصات التخاطب والنطق وغيره من التخصصات المطلوبة في التعامل مع التوحديين. ٭ ضرورة أن يكون هناك مراكز للتوحد إيوائية خاصة للأطفال الذين يعانون من التوحد الشديد، أو الأطفال الذين يقيم ذووهم في مناطق نائية وقرى بعيدة عن خدمات المراكز الخاصة بالتوحد في المدارس الفكرية. كما أشارت والدة شموع إلى أن جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية قد اعتذرت عن قبول ابنتها شموع لعدم انطباق الشروط عليها وأوضحت الجمعية حالة الطفلة بالتفصيل في تقرير عنها بعد التحاقها فيه وأشار التقرير إلى أنها تعاني من عدم التركيز الشديد والنشاط الزائد وانعدام التواصل بينها وبين الآخرين وتعرضها لبعض نوبات التشنج الشديدة وأوضح التقرير حاجتها إلى برنامج خاص بها وبحالتها ( التوحد ). وتضيف والدة شموع أنا حائرة ماذا أفعل؟؟ العقل والمنطق يقول ان الأفضل لها ان تدخل مركز تأهيل متخصص للتوحد ولأنه لا يوجد مراكز توحد في القصيم ولأن عملي وظروفي لا تسمح لي بالإقامة في الرياض أو جدة فليس أمامي إلا إدخالها في مركز إيوائي خاص للتوحد في الأردن. عاطفة الأمومة وقلب الأم. يلومني ويتهمني بالقسوة ويعذبني ويرفض ويقدم لي المبررات ويقنعني. هذا صعب علي ولن أحتمل بعدها عني. هل أطيع قلبي أم عقلي؟! ويتهمني عقلي بأنني أنانية ان أطعت قلبي لاني حرمتها من التدخل المبكر والتأهيل فقط لأني لن احتمل بعدها عني وهذا من الأنانية. ليس أمامي إلا أن أدوس على قلبي لأن مصلحتها فوق كل اعتبار ومصلحتها تقتضي إدخالها في أفضل مركز تأهيل خاص بالتوحد... وأدفع كل رصيدي وما أملك حتى أسمع منها كلمة واحدة وهي غالية جدا هي كلمة((ماما)).