تفاعلت اكثر من صحيفة محلية مع مشاهد تم تصويرها لمعلم يضرب طالباً بسلك كهربائي...، التفاعل الاعلامي يبشر بالخير لاننا نريد فعلا ان تشكل صحافتنا سلطة رابعة فعلا وليس مجرد اوراق تزيد سمنة في المناسبات لانتفاخها بالاعلان وحسب مع خواء بعضها من قضايا الوطن والمواطنين. الاشكال ليس في ضرب الطالب بسلك كهربائي بل بمبدأ الضرب نفسه اذ ان بعض المعلمين يمارس الضرب لاتفه الاسباب مستغلا خوف الطفل خاصة الصغير، احد المعلمين اجتهادا منه قام بضرب طفل لانه كان يضحك وهو يصلي..؟ الاكيد ان الصغير اخطأ ولكن هل ضرب طفل في الثامنة من عمره سيفيد في مثل هذا الامر المهم جدا ام انه سيأتي بنتائج عكسية خاصة ان كان الطفل لا يتعرض للضرب في المنزل..؟ طفل آخر تم ضربه ايضا لانه اكد في نقاش مع المعلم ان الدش (مهوب حرام) معلمة ضربت طالبة لانها خالفت النظام بضحكتها داخل الحصة الدراسية لن اطيل في سرد الامثلة ولكن لنتفق ان من حق المعلم ان يعاقب الطالب ولكن متى وكيف..؟؟ لا تستطيع عقاب أي انسان ان لم يدرك اساسا انه قد اخطأ لان العقاب هدفه تربوي وليس فقط للترويع.. ايضا العقاب يقوي سلطة الاب او الام او المعلم في تقويم سلوك الطفل او الشاب مع احتفاظ الطفل او الشاب بكرامته وانسانيته.. والتي تم خدشها بعمق في تصوير ذلك الطفل وهو يتعرض للضرب وعلامات الخوف واضحة على وجهه..؟ نعم كان من الافضل عدم ظهور معالم وجه الصغير على الصحف لان ذلك سوف يشكل ضغطا نفسيا اخر عليه حيث الضرب بالسلك الكهربائي جرح جسده اما عرض خوفه وهلعه فقد جرح وجدانه وانسانيته التي قد يصعب علاجها.. بعض المعلمين يعتقد ان شخصيته لا تكون مهابة الا حين يتحرك وفي يمينه مسطرة خشبية طويلة..، والبعض الاخر منذ دخوله للمدرسة الى ان يخرج ووجهه يحمل كل اشكال العصبية والتجهم.. لا يعني ذلك انني ضد العقاب لمن يخطئ ابدا بل انه ضرورة تربوية خاصة في ظل غياب بعض الاسر عن متابعة ابنائها في التعليم العام، ولكن اتمنى ان يكون هناك تاهيل تربوي لبعض المعلمين والمعلمات بحيث يدركوا أن العقاب له اهدافه التربوية وليس فقط للعقاب او التخويف. نعم لا نريد ان يخضع المعلم لتعاميم صماء تمنع بشكل مطلق او تسمح ايضا بشكل مطلق بل نريد اساسا معلماً مؤهلاً لدوره التربوي وليس لدوره التلقيني نريد معلماً يساهم في بناء الشخصية وليس العكس، المعلومة اليوم يمكن الحصول عليها بسهولة عبر اكثر من وسيلة ولكن بناء شخصية سليمة امر يتطلب جهداً كبيراً من كافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي عليها ان تكون مدركة لكافة المتغيرات الاجتماعية والثقافية التي يمر بها هؤلاء الصغار نعم للعقاب ولكن لا لإهانة كرامة الانسان ولا لتحويلة لوسيلة تنفيس لضغوط الحياة ولا لإهدار كرامة اطفالنا او شبابنا مهما كانت المبررات.