وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن رسالة تهنئة إلى المسلمين في روسيا بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وجاء في صياغة هذه التهنئة التي بثها موقع الكريملين على الإنترنيت وقرأها سماحة المفتي راوي عين الدين أمام حشود المصلين في المسجد المركزي أن هذا العيد يعتبر جزءا لا يتجزأ من الإرث الروحي لروسيا. وأوضح بوتن في تهنئته هذه أن مواطني هذا البلد الكبير الموحد يستطيعون تحقيق الازدهار والنجاح للوطن بقدر احترامهم وفهمهم الواحد للآخر، وأضاف أنه متأكد من أن تطور الحوار بين الأديان والاحترام والعلاقات الطيبة والتقاليد المكرسة عبر القرون لممثلي جميع الأديان في روسيا ستؤمن لاحقاً كذلك التضامن والتآزر في المجتمع الروسي. واختتم رسالته بتوجيه تهنئته وأمنياته لجميع المسلمين في روسيا بالصحة والسعادة والدفء في حياتهم العائلية. وقد احتفل ملايين المسلمين في روسيا بحلول عيد الأضحى المبارك عبر مشاهد جليلة ملفتة للنظر. فقد دلف عشرات الآلاف من المسلمين في مختلف المناطق والجمهوريات الروسية إلى المساجد منذ الصباح الباكر في تجمعات هائلة عجزت أفنية وساحات المساجد عن استيعابها. وكان التدفق هائلاً في العاصمة الروسية موسكو نحو مساجدها الرئيسية الخمسة. وفي المسجد المركزي تحلق آلاف المسلمين حول المبنى الذي غص بالمصلين وشكلوا صفوفا مديدة في حديقته ومداخله وحتى في الشوارع المحيطة حيث تابعوا الخطبة التي كانت تنقل إليهم عبر مكبرات الصوت وأقاموا صلاة العيد حتى على أرض الحديقة والشوارع التي توقفت فيها حركة المرور . وتميزت خطبة العيد هذا العام بالتركيز الواضح على نبذ العداء والبغضاء وأعمال العنف حيث ذكر سماحة المفتي الروسي راوي عين الدين بالتعاليم القرآنية والحض على التآلف والتحابب مستشهدا بآيات من التنزيل الحكيم التي تحض على هذه المعاني السمحة ومشددا على أن الله واحد للجميع وأن هناك الكثير مما يجمع المسلمين والمسيحيين واليهود المؤمنين مستعيدا بتكثيف موجز قصة الحج ومنشأها وما مر بإبراهيم وسارة وهاجر وإسماعيل متوقفا عند المعاني الرائعة لطاعة الله في التضحية وفداء الله لعباده الصادقين وإنقاذهم في أحلك الظروف. كما ركز سماحته على أن المسلمين واليهود والمسيحيين أديان توحيد وأن القرآن الكريم في الكثير من آياته يحض على التعاون والتفاهم والتعايش مع مؤمني الديانات السماوية الأخرى مذكرا بأن هذه الديانات الثلاث إنما انبثقت في حقيقة الأمر وتكرست على مر الأزمان من تعاليم ومسار دين إبراهيم الحنيف مبرزاً مدى أهمية الحفاظ على هذا التعايش في روسيا الاتحادية التي تعيش فيها هذه الديانات بسلام وأمن واطمئنان. وقد قرأ سماحة المفتي عددا كبيرا من برقيات التهنئة الموجهة للمسلمين والتي وردت إلى مجلس المفتين من كبار مسؤولي الدولة ورؤساء الجمهوريات والمقاطعات الروسية والبرلمانيين الروس بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وأفردت وسائل الإعلام الروسية والقنوات التلفزيونية حيزا هاما من بثها لتقديم نقل مباشر عن خطبة وصلاة العيد إلى جانب لقطات حية من مناسك الحج وأداء الشعائر من مكةالمكرمة مشيرة إلى وجود حوالي عشرة آلاف مسلم من روسيا يؤدون الحج هذا العام. كما قدمت ريبورتاجات متنوعة عن معاني عيد الأضحى المبارك والإجراءات الواسعة التي اتخذتها السلطات في المملكة العربية السعودية لضمان أمن الحجيج وراحتهم وتنظيم وتأمين متطلباتهم والحيلولة دون وقوع أية أعمال مفاجئة أو تدافع يؤدي إلى نتائج مؤسفة.