تتعاقد الأندية الرياضية مع المدربين الأكفاء في مجال كرة القدم ، ثم يتولى الإداري توجيه المدرب وتبليغه التعليمات. وهكذا يفعل بعض المديرين في بيئة العمل حين يمارس المدير دوراً يغلب عليه نمط التعليمات أو التوجيهات أو مايسمى باللغة الإنجليزية " Telling Style". المدير من هذا النوع لايستمع إلى الرأي الآخر بل يستمع إلى نفسه فقط ويستقطب الكفاءات ليحاضر عليهم ويخبرهم بما يجب عليهم أن يفعلوا. ومن المعروف أن المدير الناجح هو الذي يمتلك القدرة على استثمار عقول من يعمل معه ويستفيد من قدراتهم وخبراتهم عن طريق الثقة بهم، وتفويضهم الصلاحيات ، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم. والمدير الناجح يعمل كذلك على تطوير قدرات من يعمل معه عن طريق التدريب وإثراء المسؤوليات ، وتقدير ماينجز من أعمال وهو يعلم أن نجاحهم هو نجاح له. ومن المعروف أيضاً أن التطوير يتطلب تشجيع العقول على الابتكار والإبداع والإقدام على المخاطر، وأن تحويل المرؤوس إلى مجرد متلق للتعليمات لن يقود إلى أفكار وممارسات جديدة. ومن عوامل التحفيز الفعالة في هذا الموضوع إعلان المدير توقعاته الإيجابية وتشجيع العاملين على اتخاذ القرارات والمشاركة في التخطيط ، والتفكير الاستراتيجي ، وتحقيق طموحاتهم وإدارة أنفسهم. ويستطيع المدير أن يؤثر إيجابياً في العاملين معه ليس عن طريق التعليمات ولكن عن طريق أن يكون نموذجاً يحتذى به في أساليبه الإدارية وطريقة تعامله، ونمطه القيادي. أن من العوامل المؤثرة في الإنتاجية أن يستمتع الموظف بعمله، فكيف نصل إلى هذا المستوى؟ أول خطوة تجاه الوصول إلى ذلك المستوى هو أن يتوجه المدير بالسؤال إلى الموظف غير السعيد بعمله عن أسباب ذلك، فقد يقود ذلك إلى التعرف على وجود مشكلات جدية لم تكن معروفة من قبل. المدير الناجح لايرضى أن يخاطبه المرؤوس بعبارات مثل " الرأي الأتم لسعادتكم " فالرأي متاح للجميع، وكل إنسان لديه القدرة على المشاركة إذا أتيحت له الفرصة. القيادة الإدارية تدرك أن العاملين هم الذين يحققون الأهداف ويصنعون النجاح. هذه حقيقة تشبه حالة الجنرال والجيش فهو لايستطيع عمل أي شيء بدون الجيش. ومن هنا فإن المدير، أو القائد الإداري إذا استطاع أن يحصل على تأييد من يعمل معه، وثقتهم، واحترامهم، وإذا كانوا على قناعة تامة به فإنهم سيقودونه إلى النجاح، لكنهم أي العاملين لن يستطيعوا تقديم شيء لايمتلكونه فإذا كانوا يبحثون عن الثقة، والدعم، والتقدير ولايجدونه فماذا يقدمون وفاقد الشيء لايعطيه.