في دولة "الأحواز" العربية تمارس إيران منذ سنوات كل أنواع الاضطهاد والعنف والتعذيب.. وهناك لاتزال الأحواز مثالاً صارخاً للتعدي على كل حقوق الإنسان بكل الصور وبكل الأساليب. يحدث هذا في ظل غياب كامل وفي تجاهل تام من قبل حقوق الإنسان العالمية تلك الحقوق التي ترعاها الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1948م وحتى وقتنا الحاضر، ولكن للأسف الشديد اقتصرت مراقبة تنفيذ هذه الحقوق على الدول العربية وخاصة الدول الخليجية!! بينما في إيران فإن حقوق الإنسان العالمية غضت الطرف كاملاً عن الإنسان الأحوازي الذي سلبت منه كل حقوقه بأعنف الأساليب وبكل الممارسات في بلاده.. وما يحدث حالياً في دولة الأحواز العربية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من "12" مليون نسمه جميعهم عرب ومن أصول عربية ويتحدثون العربية.. خير مثال لكل أوجه التعدي بشتى أنواعه على حقوق الإنسان هناك، ومنذ أن احتلت إيران دولة الأحواز في عام 1925م وحتى يومنا هذا سعت إيران إلى محاولات متعمدة لمسح الهوية العربية في الأحواز ومارست كل أنواع الاضطهاد والعنف والتعسف وغير ذلك من الأساليب العنصرية وممارسة سياسة التغير العرقي التي تمارس بحق العرب والسنة في الأحواز من قبل الحكومة الإيرانية.. (صحيفة الرياض25/4/2011م ). وتعد الأحواز من أغني الدول فصادراتها النفطية تشكل 87 % من إجمالي صادرات إيران النفطية و10% من الصادرات العالميّة ،و 90 % من صادرات الغاز الإيرانية، حيث يقدر الإنتاج بحوالي مليون متر مكعّب يومياً، وتحتوي أرض الأحواز على معادن كثيرة كالنحاس والزئبق والحديد والحجر والرصاص والمنغنيز والكبريت وحجارة الكلس والاسمنت الأسود والأبيض والذهب والملح، إضافة إلى ذلك فإن خصوبة الأراضي الأحوازية ساهمت بوفرة المنتوجات الفلاحية ومختلف أنواع المحاصيل الزراعية من أهمها النخيل، والثروات الحيوانية إلا أن الشعب العربي الأحوازي يحرم من هذه الثروة الطبيعية، وتستغل الدولة الفارسية عائدات النفط الأحوازي لقمع المواطنين الأحوازيين، (صحيفة الرياض 21/2/2015م ). ومن صور الاضطهاد والتعسف الذي مارسته إيران أنها منعت الأحوازين من تسمية مواليدهم بأسماء عربية مثل عمر - أبو بكر - خالد - عثمان .. وفي الأحواز منعت إيران ارتداء الزي العربي.. وتم تغيير أسماء الشوارع والطرق والمدن من أسماء عربية إلى أسماء فارسية.. وتم تحويل المناهج الدراسية إلى مناهج فارسية.. حتى القرآن الكريم حوّل للغة الفارسية وجميع الأحوازيين ممنوع التحاقهم بالوظائف العسكرية ولا يحق لهم إكمال دراساتهم العليا ولا يحق لهم الالتحاق ببعض الوظائف الحكومية بخلاف جميع الفارسيين!! إضافة إلى ذلك فلا يوجد للأحوازيين أي قنوات أو وسائل إعلامية حيث يحذر عليهم ذلك كلياً. ولا يحق لهم الاحتفال بالعديد من المناسبات الدينية. وتمارس إيران كل أساليب القتل والإعدامات والقمع والسجن بحق كل أحوازي يمارس أدنى حقوقه وحريته التي كفلها له الإسلام وكفلتها له حقوق الإنسان العالمية. وهناك العديد من الشخصيات الأحوازية ورموز الأحواز في شتى المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية والشبابية والأدبية الذين تم سجنهم وإعدامهم لمجرد أنهم صرحوا وتحدثوا فقط!! ومن أبرزهم الشاعر الأحوازي "هاشم شعباني" ومؤخراً اعتقلت السلطات الإيرانية الشاعر الأحوازي "أحمد حاج سبهان" لمجرد انه ألقى قصيدة عربية تأييداً "لعاصفة الحزم" المباركة. هذه القصيدة التي عمت أصداؤها العالم العربي!! اليوم الأممالمتحدة وحقوق الإنسان العالمية ومنظمة العفو الدولية وجميع المنظمات العالمية هي أمام اختبار عسير وكبير وعليها مسؤولية في إنقاذ الشعب الأحوازي من الاستعمار الإيراني ومنح الأحوازيين استقلالهم بعد سنوات طويلة من الاضطهاد.. وعلى حقوق الإنسان بالذات أن تعي سريعاً مسؤوليتها وواجباتها في إطلاق سراح جميع السجناء الأحوازيين حيث إن حال الأحوازيين الراهنة قد وصلت إلى مرحلة صعبة جداً من الاضطهاد. على حقوق الإنسان العالمية أن ترتقي في عملها وتتجاوز كل بيانات التنديد والانزعاج والأسف الذي تكرره حقوق الإنسان تجاه ممارسات إيران بحق الأحوازيين هو ما جعل إيران تتمادى في هذه الممارسات.. كان الله في عون أشقائنا في الأحواز الحبيبة ونسأل الله لهم الفرج في القريب العاجل إن شاء الله وأن ينعموا بالتحرر والاستقلال.