ابتدأت قصة تربية الماعز والتيوس السورية الشهيرة حين جلبها شخص يدعى «كايد الشمري» في العام 1990م، ولم تلق رواجاً حينها، لا بين هواة تربية المواشي ولا بين المستثمرين في هذا السوق.. لكنها لم تلبث قليلاً حتى توسعت وتجاوزت الحدود لتصل للكويت وقطر والإمارات، وانتشرت ك هواية إلى جانب التجارة، فوصل عدد المحترفين العارفين لأدق التفاصيل إبتداء من الشكل وحتى سلاسل الانساب الطويلة المعقدة إلى أكثر من 30 شخصاً، وأنشئت من أجلها الاستراحات والديوانيات التي تجمع هؤلاء المربين، ثم حدثت لها قفزة تطويرية كبرى حينما أنشأ أحد المهتمين ب السوريات موقعاً على الإنترنت أسماه ب (www.soryat.com ) ليكون حلقة وصل بين المربين، وتقام فيه العروض المباشرة، وإعلانات البيع المجانية وأخبار السلالات الطيبة، فضلاً عن تطرقه لمسائل البيطرة وأدوات العلاج. ويقيم مربو السوريات مزادات شهرية في كل من حائل وعنيزة و الرياض والكويت وقطر، تحضرها جماهير غفيرة إما بقصد المتاجرة شراء وبيع، أو بقصد الاطلاع والمعرفة المدفوعة من الهواية، أو للاستمتاع بطرافة مشاهد العرض والمزاد العلني.. ويباع في تلك المزادات عدد من الماعز والتيوس السورية بأسعار خيالية تصل إلى 400 الف ريال، خصوصاً للسلالات الطيبة التي يعرف الخبراء في هذا المجال نشأتها وتسلسلها، حيث يسمى كل تيس أوماعز باسم معين يعرفه جميع المهتمين منذ اليوم الأول لولاته، وتصل أسعار صغار هذه الماعز إلى أرقام كبرى حيث بيعت قبل مدة معزاة لا يتجاوز عمرها الثلاثة أيام بمبلغ تجاوز 5000 ريال سعودي! ويؤكد المستثمرون أنه وعلى الرغم مما في هذا النوع من التجارة مخاطر عالية تتمثل في موت الماعز أومرضها، إلا أن المردود الربحي عال للغاية، فباستطاعة المستثمر بمبلغ 50 الف ريال في هذا السوق، أن يستعيد رأس ماله وفوقه أرباح تتجاوز 200٪ خلال أقل من سنة! وعن سلالات هذه الماعز يقول أبو أسامة صاحب موقع سوريات دوت كوم: « لدينا أكثر من 30 مربياً محترفاً و معترفاً به بين أوساط هواية تربية هذا النوع وهو الأقدر على تحديد سلالة كل ماعز منها على حدة، فهناك مثلا سلالة « تايسون وشيهانة» والتي تعتبر الأغلى والأندر والأكثر طلباً من قبل المربين والهواة». (أسماء شهيرة) أما عن الأسماء، فهي ضرورية للغاية من أجل توثيق النسب لكل رأس على حدة، وحتى لا يحدث تخالط بين الرديء من الجيد من السلالات، وتبرز على السطح عدة أسماء شهيرة معروفة ومتداولة في أوساط المربين والهواة، منها: تايسون، سيقار، سويسرا، باريس، قايد، مشراق، كلاي، مشاكس، شيهانة.. وأسماء أخرى عديدة تهدف إلى تتبع السلالات وحفظها. عن تميزها عن غيرها من الماعز يقول أحد المربين: « الهواة لا يقتنونها من أجل الاكل فلحومها غير صالحة لذلك، ولا من أجل غزارة انتاجها من الحليب، بل إن سعرها العالي جاء بسبب ندرتها فقط كالصقور النادرة ولها هواتها ومربوها ومزاداتها الخاصة». وتقام فعاليات خاصة لهذه الماعز، كمسابقة ملكة جمال السوريات التي ستجرى في وقت قريب وبدعم كامل من موقع (سوريات كوم) على الإنترنت، الذي سيقدم أيضاً جوائز لاصحاب الماعز الحاصلة على المراكز المتقدمة في المسابقة.