من بين أربعة جثامين محمولة على الأعناق بعد مغرب أمس باتجاه مقابر المعلاة بمكةالمكرمة، ظلت جنازة الشهيد محمد بن حمود الحربي من منسوبي حرس الحدود الذي استشهد على الحدود الجنوبية لافتة وحاشدة ما حولها إلى ملحمة وطنية رصدتها عدسات المصورين والمشاركين وهم يوارون الشهيد الثرى بلا غسيل وبملابسه العسكرية يتقدمهم قيادات حرس الحدود وشرطة العاصمة المقدسة في صورة وطنية مضيئة . وكان جثمان الشهيد الحربي قد حمل بسيارة إسعاف خاصة من الحدود الجنوبية وتوقفت عند مدخل مكةالمكرمة على طريق الليث لقدوم والدته من جدة التي ألقت عليه النظرة الأخيرة فيما رافق الجنازة والد الشهيد وأشقاؤه وعدد من أقاربه متجهين إلى الحرم المكي حيث أدت جموع المصلين صلاة الميت وأَمَّهم فضيلة إمام الحرم المكي الدكتور بندر بليلة . وحمل جثمان الفقيد إلى مقابر المعلاة حيث تمت الصلاة عليه للمرة الثانية وسط جموع من المصلين فيما تقدم جموع المشيعين اللواء ركن بدر الجابري مدير قائد حرس الحدود بمنطقة مكةالمكرمة ومدير شرطة العاصمة المقدسة العميد سعيد القرني . ووسط مشهد خيم عليه التهنئة بالشهادة وغابت فيه الدموع قال حمود الخصيفي الحربي والد الشهيد " كلنا فخر واعتزاز بشهادة الابن محمد وقبل أن يكون ابني فهو ابن الوطن ولو فقدت كل أولادي في سبيل الوطن فهذا أقل ما نقدمه ونحن نواجه الزمرة الباغية " . في ذات الاتجاه قال أحمد زاهر الحربي خال الشهيد الحربي إن محمد قطع إجازته لتلبية نداء الواجب وكلنا فخر بشهادته مشيرا إلى أن للشهيد مولود يدعى راكان عمره ثمانية أشهر ويسكن في قرية الشعيرة على طريق جازان قبل محافظة الليث ب40 كم . وأضاف " عرف الشهيد بأنه مؤذن القرية وعلى درجة كبيرة من الخلق والتدين ". وقال محمد بن حمود الحربي شقيق الشهيد إن شقيقه تشرف بالعمل العسكري قبل سنتين من استشهاده وعزاؤنا أنه استشهد في يوم جمعة وصلي عليه في الحرم المكي ووري جثمانه الثرى في مقبرة المعلاة داخل حدود مكةالمكرمة سائلا المولى أن يتقبل الشهيد وأن يحقق النصر والتمكين لجنودنا البواسل في عاصفة الحزم . زملاء الشهيد يؤدون واجب العزاء ذوو الشهيد الحربي يتلقون التعازي الشهيد الحربي محمولا على الاكتاف