مضى على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز –رحمه الله– أكثر من ثلاث سنوات، انقطع عن الدنيا لكن الله جل وعلا كتب أن يرفع ذكره بأعماله الصالحة التي غرسها بنية صادقة. فهذه مؤسسته الخيرية مازالت عامرة برجال أخيار تشرف على مدينة طبية فريدة من نوعها تهتم بالرعاية الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة كما أن من أجل أعماله –رحمه الله– التي غرسها مسابقة سموه الكريم لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول آسيان والباسفيك وبعض دول آسيا الوسط. وقد أولى –رحمه الله– تلك المسابقة جل العناية والاهتمام، فبفضل الله ثم بهذا الدعم الفريد فإن المسابقة تتطور كل عام بصورة منقطعة النظير. بدايتها مسابقة على المستوى الوطني الإندونيسي ثم على مستوى دول آسيان ثم أضيف إليها دول الباسفيك ثم أضيف بعد ذلك بعض دول آسيا الوسطى. وعند وفاته –رحمه الله– مما راود الخوف بعض الحريصين على المسابقة من أن تنقطع لأنها ما كانت مدرجة ضمن أعمال وبرامج مؤسسة سموه الخيرية كمشاريع خيرية عظيمة كان ينفق عليها رحمه الله مباشرة وليس عن طريق المؤسسة لكن بادر الأمير خالد بن سلطان رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية براً بوالده واهتماماً منه بالقرآن والسنة وأهلها بتولي استمرار زمام كامل الدعم وتشريف المسابقة وحضور فعالياتها في العام الماضي رغم مشاغله وتباعد البلاد، فشاهد ولمس سموه الكريم مكانة هذه المسابقة وأهميتها لدى الحكومة والشعب الإندونيسي وتهافت الناشئة من الدول المشاركة فيها وحرصهم على التنافس فيها، فألقى كلمة الحفل أمام فخامة رئيس الجمهورية الإندونيسية تضمنت أهمية القرآن والسنة ووجوب تربية الناشئة عليها لحفظهم من الانزلاق في الأهواء والفتن كما بين هذا هو المقصد الذي جعل والده –رحمه الله– يبادر لتبني المسابقة وأعلن سموه في تصريح صحفي تناقلته وسائل الإعلام عن استمرار المسابقة في كل عام ليوجه فوراً المؤسسة الخيرية للأمير سلطان بن عبدالعزيز بأن تكون المسابقة أحد أهم أسس برامجها وأن توليها جل العناية ولم يكتف سموه بهذا الأمر فقد وجه باستضافة الفائزين في المسابقة ببرنامج عمرة يقام خصيصاً لهم وتم ذلك ولله الحمد. وفي هذا العام وحرصاً واهتماماً من سموه بهذ العمل الجليل فقد أسعد القائمين على المسابقة بأنه سوف يشاركهم المناسبة في هذا العام ووجه الدعوة لعدد من كبار العلماء ببلادنا العزيزة للمشاركة فيها مما يدل على عظيم تفاعله واهتمامه بها. كما أنه خلال لقاء سموه مع معالي وزير الشؤون الدينية الإندونيسي خلال زيارته الأخيرة للمملكة في الأسبوع الماضي أخبر معالي الوزير بأنه سيتم بإذن الله في كل عام إقامة برنامج عمرة للفائزين إضافة للجوائز المقدمة لهم ومنها إتاحة فرصة الحج. وفي الختام أحب أن أشيد بمدينة سلطان الطبية التي هي رمز حضاري وإنساني لقادة بلادنا العزيزة لأني تشرفت بزيارتها مع معالي وزير الشؤون الدينية في جمهورية إندونيسيا الذي انبهر بها فقد تحدث معي وقتاً طويلاً عنها وأنه ما كان يعلم عن مثل هذه المشاريع السعودية المخصصة للجانب الإنساني وأنها لا تشابهها أي مؤسسة خيرية إنسانية مما يجعلني أؤكد على أهمية أن تكون من ضمن جدول زيارات كبار المسؤولين الذين يزرون بلادنا. * الملحق الديني في سفارة المملكة في إندونيسيا