تكفل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – تغمده الله بواسع رحمته – عام 1428ه بكامل نفقات المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية التي بدأت على المستوى المحلي لإندونيسيا عام 1422ه، ليسهم – رحمه الله – في نقل هذه المسابقة من المحلية إلى العالمية من خلال مشاركة 18 بلدًا من دول الآسيان والباسفيك فيها، انطلاقًا من العناية التي توليها المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وبفضل الله ثم بفضل الدعم السخي الذي قدمه سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – لمسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية، ضمت المسابقة في عضويتها دول : (إندونيسيا، وبروناي ، وماليزيا ، وتايلند ، وسنغافورة ، والفلبين ، وبورما ، وكمبوديا ، وفيتنام ، ولاوس ، وتيمور الشرقية ، وكازاخستان ، وقرقيزستان ، وأوزبكستان ، وطاجيكستان ، واستراليا ، ونيوزيلندا ، وكوريا الجنوبية ) لتكمل مسيرتها الخيرّة تحت مسمّى (مسابقة الأمير سلطان السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية). وتهدف المسابقة إلى تشجيع أبناء المسلمين في دول جنوب شرق آسيا على حفظ كتاب الله الكريم وتجويده وترتيله ، وحفظ السنة النبوية ، وربط الجيل بهذين المصدرين، وتقوية صلتهم بهما ، والاهتداء بأحكامهما ، والتخلق بأدبهما ، وغرس العقيدة الصحيحة في قلوبهم ، وحمايتهم من الأهواء والفتن ، وتقوية الرابطة الأخوية بين أبناء تلك الدول . وتشمل المسابقة في قسمها الخاص بالقرآن الكريم، أربعة فروع هي: حفظ القرآن كاملا، وحفظ 20 جزءاً ، وحفظ 15 جزءاً ، وحفظ عشرة أجزاء، بينما يشمل قسم السنة النبوية فرعين: حفظ 100 حديث نبوي سنداً ومتناً ، وحفظ 400 حديث بلا سند. ويشارك في تنظيمها، مكتب الملحق الديني في سفارة خادم الحرمين الشريفين بإندونيسيا، ووزارة الشؤون الدينية الإندونيسية، والمجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية ، ورابطة الدعاة الإندونيسيين، في حين تحظى المسابقة برعاية القيادة الإندونيسية، حيث سبق لفخامة الدكتور الحاج سوسيلو بامبانق يودويونو رئيس الجمهورية الإندونيسية أن رعى حفل ختامها بالقصر الجمهوري في أعوام : (1428ه / 2007م ) و ( 1429ه /2008م ) و( 1430ه / 2009م ) و( 1431 ه / 2010م ). وخلال هذا العام، اختتمت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا فعاليات مسابقة الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى إندونيسيا، التي بدأت في 21 / 3 / 1435ه واستمرت ثلاثة أيام بمشاركة (174) مشاركًا مثلوا ( 103 ) جهات من ( 59 ) مدينة في ( 39 ) منطقة ، منهم ( 26 ) حافظًا للقرآن الكريم كاملا و(33) لحفظ 20 جزءًا و( 32 ) لحفظ 15 جزءًا و ( 46 ) لحفظ 10 أجزاء و( 37 ) لحفظ السنة النبوية. وستنطلق الأربعاء المقبل فعاليات مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك في جاكرتا، تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية الاندونيسية، وحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، بينما سيحل ضيف شرف على المسابقة هذا العام، فضيلة إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد بن طالب. وفي ذلك السياق، عبر وزير الشؤون الدينية الإندونيسي رئيس اللجنة العليا للمسابقة الحاج سوريا دارما علي، عن أمله في أن تزيد هذه المسابقة من إقبال الشباب المسلم على قراءة القرآن الكريم والحديث ودراستهما وحفظهما والعمل بهما، من منطلق أن القرآن والحديث منهاج للحياة ومصدر للعلم والحضارة، وينبغي توعية المسلمين بالتمسك بالقرآن والحديث والالتزام بتعاليمهما في حياتهم الدنيا. وأشار في تصريح صحفي إلى أن المسلمين لا يمكن أن يقوموا بدورهم في عصر العولمة وأن يكونوا خير أمة في الدنيا إلا بالالتزام بتعاليم الإسلام المنبثقة من القرآن الكريم والحديث الشريف، مبيناً أن التزام المسلمين بالقرآن والحديث يؤدي إلى حسن الخلق وسلامة الظاهر والباطن والإخاء والأمن في الأرض، وهو رسالة الإسلام لنشر الرحمة في العالمين. من جهته أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا نائب رئيس اللجنة العليا للمسابقة مصطفى بن إبراهيم المبارك في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن السفارة السعودية سخرت جميع إمكاناتها لإنجاح المسابقة، وإبراز مكانة الشخصية العالمية التي تحمل اسم المسابقة وهو سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - ، مؤكداً أن السفارة بدأت منذ وقت مبكر بالاستعدادات لهذه المسابقة. وأفاد أن الاهتمام بالقرآن الكريم والسنة النبوية والمبادرة إلى تكريم حفظتهما يدل على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالشباب الإسلامي وحثهم على التمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم التي تبرز الجوانب العظيمة للدين الإسلامي الداعي دوماً إلى السلام العالمي والتعايش السلمي بين البشر. ونوه بما تحظى به المسابقة من اهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وبما تجده كل عام من تشريف فخامة الرئيس الإندونيسي لحفل ختامها، وبمتابعة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ.