تستعد العاصمة الإندونيسية جاكرتا، خلال أيام، لاستضافة فعاليات مسابقة الأمير سلطان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسفيك في جاكرتا، حيث ستنطلق الأربعاء المقبل فعاليات المسابقة تحت رعاية رئيس الجمهورية الإندونيسية، وحضور الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، بينما سيحل ضيف شرف على المسابقة هذا العام، فضيلة إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد بن طالب. وكانت المسابقة قد اختتمت منذ أسابيع فعالياتها على مستوى دولة إندونيسيا فقط؛ حيث بدأت في 21 / 3 / 1435ه واستمرت ثلاثة أيام بمشاركة (174) مشاركًا مثلوا (103) جهات من (59) مدينة في (39) منطقة، منهم (26) حافظًا للقرآن الكريم كاملا و(33) لحفظ 20 جزءًا و(32) لحفظ 15 جزءًا و(46) لحفظ 10 أجزاء و(37) لحفظ السنة النبوية. وتهدف المسابقة إلى تشجيع أبناء المسلمين في دول جنوب شرق آسيا على حفظ كتاب الله الكريم وتجويده وترتيله، وحفظ السنة النبوية، وربط الجيل بهذين المصدرين، وتقوية صلتهم بهما، والاهتداء بأحكامهما، والتخلق بآدابهما، وغرس العقيدة الصحيحة في قلوبهم، وحمايتهم من الأهواء والفتن، وتقوية الرابطة الأخوية بين أبناء تلك الدول. وتشمل المسابقة في قسمها الخاص بالقرآن الكريم، أربعة فروع هي: حفظ القرآن كاملا، وحفظ 20 جزءا، وحفظ 15 جزءا، وحفظ عشرة أجزاء. بينما يشمل قسم السنة النبوية فرعين: حفظ 100 حديث نبوي سندًا ومتنًا، وحفظ 400 حديث بلا سند. ويشارك في تنظيمها، مكتب الملحق الديني في سفارة خادم الحرمين الشريفين بإندونيسيا، ووزارة الشئون الدينية الإندونيسية، والمجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية، ورابطة الدعاة الإندونيسيين، في حين تحظى المسابقة برعاية القيادة الإندونيسية، حيث سبق لفخامة الدكتور الحاج سوسيلو بامبانق يودويونو رئيس الجمهورية الإندونيسية أن رعى حفل ختامها بالقصر الجمهوري في أعوام: (1428ه / 2007م) و(1429ه /2008م) و(1430ه / 2009م) و(1431 ه / 2010م). يذكر أن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود –رحمه الله– قد تكفل عام 1428ه بكامل نفقات المسابقة ليسهم في نقلها من المحلية إلى العالمية، من خلال مشاركة 18 بلدًا من دول الآسيان والباسفيك فيها، انطلاقًا من العناية التي توليها المملكة العربية السعودية لكتاب الله وسنة نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، حيث ضمت المسابقة في عضويتها دول: (إندونيسيا، وبروناي، وماليزيا، وتايلاند، وسنغافورة، والفلبين، وبورما، وكمبوديا، وفيتنام، ولاوس، وتيمور الشرقية، وكازاخستان، وقرقيزستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وأستراليا، ونيوزيلندا، وكوريا الجنوبية) لتكمل مسيرتها الخيرّة تحت اسم (مسابقة الأمير سلطان السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية). وفي ذلك السياق، عبر وزير الشؤون الدينية الإندونيسي رئيس اللجنة العليا للمسابقة الحاج سوريا دارما علي، عن أمله في أن تزيد هذه المسابقة من إقبال الشباب المسلم على قراءة القرآن الكريم والحديث ودراستهما وحفظهما والعمل بهما، من منطلق أن القرآن والحديث منهاج للحياة ومصدر للعلم والحضارة، وينبغي توعية المسلمين بالتمسك بالقرآن والحديث والالتزام بتعاليمهما في حياتهم الدنيا. وأشار في تصريح صحفي إلى أن المسلمين لا يمكن أن يقوموا بدورهم في عصر العولمة وأن يكونوا خير أمة في الدنيا إلا بالالتزام بتعاليم الإسلام المنبثقة من القرآن الكريم والحديث الشريف، مبيناً أن التزام المسلمين بالقرآن والحديث يؤدي إلى حسن الخلق وسلامة الظاهر والباطن والإخاء والأمن في الأرض، وهو رسالة الإسلام لنشر الرحمة في العالمين. من جهته أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا نائب رئيس اللجنة العليا للمسابقة مصطفى بن إبراهيم المبارك في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن السفارة السعودية سخرت جميع إمكاناتها لإنجاح المسابقة، وإبراز مكانة الشخصية العالمية التي تحمل اسم المسابقة وهو سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - ، مؤكداً أن السفارة بدأت منذ وقت مبكر بالاستعدادات لهذه المسابقة. وأفاد أن الاهتمام بالقرآن الكريم والسنة النبوية والمبادرة إلى تكريم حفظتهما يدل على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالشباب الإسلامي وحثهم على التمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم التي تبرز الجوانب العظيمة للدين الإسلامي الداعي دوماً إلى السلام العالمي والتعايش السلمي بين البشر. ونوه بما تحظى به المسابقة من اهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وبما تجده كل عام من تشريف فخامة الرئيس الإندونيسي لحفل ختامها، وبمتابعة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ. وثمن دور مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بتكفل المؤسسة لكامل ميزانية المسابقة لتكون عملًا صالحًا مستمرًا بإذن الله لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -. وعبر السفير المبارك عن شكره للحكومة الإندونيسية لتنظيم حفل المسابقة، ودعم مراحل تطورها، كما قدم شكره للملحق الديني في سفارة خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا لمتابعته تنظيم هذه المسابقة والتنسيق لعقدها، متمنيًا لجميع المشاركين في المسابقة التوفيق والسداد.