يبدو أن مرض عبده خال أيضاً، تحول إلى مادة للاستهلاك الإعلامي في الصحافة وفي تويتر وفيسبوك وإنستغرام. صورة الروائي السعودي الفائز بالبوكر ظهرت على صفحات شبكات التواصل وكأنه يعيش أيامه الأخيرة، في الوقت الذي بدأ يتماثل فيه للشفاء داخل جناح التشريفات بمستشفى الحرس الوطني بجدة. غير أن ما كتبه بعض زواره إلى جانب تلك الصورة التي نشرت وفيها يبتسم أحدهم بينما عبده خال عابسٌ وهو على السرير الأبيض، أظهرت وكأن خال لم يكن سوى مادة للاستهلاك الفيسبوكي والتويتري، في زمن تحول كل شيء إلى مواد لملء الصفحات اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الأصدقاء والأتباع حتى ولو كان الأمر يتعلق بعبده خال، الشخصية الأدبية المحبوبة والتي سبب دخولها المستشفى حالة من الصدمة والحزن لجمهور الثقافة في المملكة والعالم العربي. في الصحافة لم يكن المشهد أقل بؤساً، ففي مقال للكاتب علي سعد الموسى، نشر قبل أيام تحت عنوان: لعبده خال: سلامة إصبعيك. استعاد فيه الكاتب ذكرياته بطريقة تدعو للذعر. يقول الموسى: "كنت مع عبده خال في آخر لقاء جمعنا على متن طائرة من جزر المالديف إلى مطار الرياض. قلت لصاحبي: (وداعا.. إما أن تبكيني، وإما أن أرثيك..) لماذا هذه الجملة إذاً؟ لأنني وبجواره على الطائرة رأيته يبلع سبع حبات من العلاج لأمراض عضوية، بينما كان يشاهدني مشفقا وأنا أبلع حبتي علاج نفسي". هكذا إذاً، تغريدات وكتابات أخرى على شبكات التواصل كادت ترثي عبده خال وهو مايزال حياً بابتسامة عصية على المحو، إنها ذاكرتنا مع عبده خال الذي ما إن وصل إلى مكان حتى تحول إلى واحة فرح. لذا سوف ننتظر أن يخرج صديقنا من الحجرة البيضاء ويعود لحياة الإبداع كأفضل مما كان.