لم يكن جرير شاعراً حينما وصف العيون الحور قائلا: إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ولم يكن جرير مدركاً حينما ذكر صرعى العيون مسترسلا: يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركانا لم يكن هو شاعرا ولم يكن هو مدركا أن قتل العيون للناظرين إليها وصرعها للمعجبين بها لا يتوقف عند ذلك وحسب، بل ان هذه العيون قد تكون دليلا على قرب مصرع أصحابها. هذا ما أدركه الدكتور جوجل متجاوزا بذلك ما أدركه الشاعر الأموي جرير. ولكن كيف تكون الأعين سبيلا لمعرفة قرب دنو أجل المرء. لقد قامت شركة جوجل وعبر مختبرها المتطور والخفي بتطوير عدسة لاصقة بمقدورها حساب مستوى السكر في الدمع بدلا من الدم. ليس ذلك فقط، بل ان هذه العدسات اللاصقة وعبر حساسات خاصة تضيء، فتبرق العين عندما يرتفع مستوى السكر في الدمع ويخفت ضوؤها إذا انخفض مستوى السكر فيه. لقد تم في الآونة الأخيرة التعاون بين شركة جوجل وشركة نوفارتس المختصة في علاج مرض السكري على تطوير هذه العدسات اللاصقة وتقديم مشروعها إلى إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لاعتمادها. إن هذه التقنية الجديدة لم تغير فقط مفهومنا عن طريقة قياس مستوى السكر فحسب وإنما غيرت نظرتنا لبريق العين، فبعدما كان بريق العين دالا على الصحة، أصبح بريقها وبريق عدساتها دليلاً على عدم التحكم بسكر الدم وعلى ارتفاعه.