سجلت أسعار تعاقدات مارس لبعض المنتجات البتروكيماوية في أسواق الشرق الأوسط مستويات مرتفعة عن أسعار تعاقدات فبراير في وقت لم يعد الأمر بالمفاجأة للمتداولين نظراً لتقلص الامدادات من المنتجين السعوديين وخاصة لمنتج البولي إيثلين الذي تتزعم إنتاجه المصانع السعودية على المستوى العالمي والتي تتمركز في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورابغ بطاقات تناهز 9 مليون طن متري سنوياً. وقد سجلت مبيعات البولي إيثلين مرتفع الكثافة على مستوى العالم لعام 2014 مبلغ 61.8 بليون دولار، فيما يتوقع أن تحقق متوسط نمو بنسبة 4.2٪ سنويا لتبلغ المبيعات العالمية نحو 85.8 بليون دولار في عام 2022، وفق تقديرات معهد أبحاث السوق الأمريكي. وقد كشفت عروض مارس تزايد الأسعار حيث قدم أحد المنتجين بالسعودية عروض للبولي بروبلين بزيادة 10 دولار للطن، وللبولي إيثلين بزيادة 20 دولار للطن للأسواق المحلية، في وقت اعتبرت الزيادة معقولة جداً من قبل المتداولين الذين علق أحدهم بوصف الزيادة على أنها متوقعة وغير مفاجئة، ملفتا إلى سرور المتداولين بمقدار الزيادة التي لم تكن مرتفعة رغم تقلص الامدادات. وأعتبر متداول أخر هذه العروض تنافسية بالمقارنة مع العروض الأخرى المقدمة في أسواق الشرق الأوسط الأخرى، ملمحاً إلى انه حتى وان قدمت عروض بزيادات أخرى إضافية يبدو الامر معقول في ظل شح العرض خلال شهر مارس. وعلق المتداولون في أسواق الإمارات العربية المتحدة بأنهم تلقوا عروض مرتفعة بزيادة بنحو 30-50 دولار للطن للبولي بروبلين، وزيادة 30 دولار للطن للبولي إيثلين. ووفقا لتاجر، بأن حجم الارتفاع التنافسي النسبي المقدم من المنتج السعودي ساهم بتحسين رغبات الشراء في السوق في وقت هرع المشترون لتأمين بعض الشحنات وفق تلك المستويات الجذابة للشراء. مشيراً إلى توقعات نشطة في السوق على المدى القريب نظراً لقوة رغبات الشراء في ظل زيادة او تراجع استقرار أسعار النفط الخام، وتحسين الطلب. فيما علق موزع أخر بأن المنتجين رفعوا أسعارهم على خلفية محدودية إمداداتهم، في وقت يبدو الطلب الإجمالي على البوليمرات في تحسين، إلا أن النضال يكون حليفهم عند محاولة الحصول على الإمدادات. وأفاد أحد المصنعين التحويليين الأردنيين باستلامه أسعار مرتفعة لمنتج البولي إيثلين منخفض الكثافة الخطي درجة الفلم بواقع 50-60 دولاراً للطن، وسعر أعلى للبولي إيثلين مرتفع الكثافة بواقع 70 دولار للطن من أحد المنتجين السعوديين بالمقارنة مع مستوياتها في فبراير. وفي الوقت ذاته افاد مصنع تحويلي أخر باستلامه زيادة في الأسعار تصل إلى 100 دولار للطن لمارس نتيجة لعجز في الامدادات، خاصة للبولي إيثلين عالي الكثافة درجة الفيلم، ملفتاً إلى أن أغلب المنتجين الشرق أوسطين لا يقدمون عروض للبولي إيثلين مرتفع الكثافة، إلا أن أحد المنتجين السعوديين يقدم عروضا للسوق تتعلق فقط بالبولي إيثلين منخفض الكثافة الخطي. ووفقاً لهذ المصنع التحويلي فأن الطلب على منتجاتهم النهائية لا تنجز بشكل جيد إلا أنهم يعترفون بأن نشاطهم التجاري يعد أفضل، رابطاً هذه الحالة بمحدودية الوفورات التي تدفع المشترين للعودة للسوق لتأمين بعض الشحنات قبل زيادات متوقعة. وفي لبنان فقد سمع عن زيادات بواقع 20-60 دولار للطن تسويق مارس فيما اشتكى المتداولون حول نقص امدادات البولي إيثلين منخفض الكثافة والبولي إيثلين منخفض الكثافة الخطي. وأفاد أحد المصنعين التحويليين بأن أحد المنتجين السعوديين أبلغهم بتوافر امدادات محدودة من البولي إيثلين مرتفع الكثافة درجة الفلم بينما يفتقر توافر البولي إيثلين منخفض الكثافة، ومنخفض الكثافة الخطي. واستشهد أحد المشترين بشح الامدادات، مع تحسن الطلب، في الوقت ذاته أكد مشتر أخر بمحدودية الوفورات خاصة للبولي إيثلين منخفض الكثافة درجة الفلم، في حين أشتد الطلب الامر الذي دعم موقف البائعين في محاولاتهم للزيادة.