لم يدر بخلد مطلق الهذلي وأقرانه أن جمع "تحويشة العمر" لشراء قطعة أرض سكنية لبناء المسكن الحلم سيتحول إلى أشبه بكابوس وهاجس يحاصره أناء الليل وأطراف النهار، ليدخل معاناة القطع الصخري وتفجير صخور جبلية، ونقل مخلفاتها بأسعار عالية التهمت ما خصصه لبناء مسكن العمر، وأن فرحتهم ما لبثت أن جفت عندما اكتشفوا أن الأرض التي اشتروها في مزاد علني داخل صالة فاخرة تقع على سفح جبل صخري دك أحلامهم قبل أن يقوموا بدك الأرض بمعدات القطع الصخري. هذه قصة من قصص مواطنين بسطاء تبخرت أحلامهم بسبب عدم وقوفهم على الطبيعة على الأراضي التي اشتروها ونظرا لعدم إقامة المزادات على نفس المخطط المزمع بيع قطع أراضيه. يقول الهذلي: إن حجم قطع الأراضي داخل المخططات المعروضة للمزاد داخل القاعات التي تقام فيها المزادات لا يمنح المشتري فرصة الوقوف على طبيعة الأراضي والتأكد من عما إذا كانت تقع على جبال صخرية ترفع من قيمة الأرض. في ذات الاتجاه أشار ممدوح الهذلي "متضرر" أن مزادات بيع قطع الأراضي في المخططات داخل القاعات وبعيدا عن أرض المخطط ووسط الحراك العقاري لا يوضح للعملاء الأراضي التي تقع على جبال مما يجعلنا أن نطلق على عملية البيع عبارة "أنت وحظك". ولا حل في نظر المثمن العقاري إبراهيم بن ناصر اليامي إلا بتدخل الجهات المعنية مثل وزارة التجارية لمنع بيع المخططات خارج موقع المخطط تفاديا للغرر الذي ربما يلحق بالمشترين مع تحرير محضر لوقوف المشتري على أرضه التي اشتراها قبل أن تتم عملية البيع. رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة الشيخ منصور أبو رياش الشريف اتفق على أن عدم بيع المخططات الجديدة عبر المزادات بعيدا عن موقع المخطط ودون إطلاع المشترين يدخل في دائرة الغرر مطالبا بوقوف المشتري على أرضه قبل الشروع في الشراء من خلال إقامة المزاد على أرض المخطط المطروح للبيع. هاني باماقوس عضو اللجنة ألمح إلى أن العرف العقاري المعروف هو بيع أي مخطط جديد داخل نطاق المخطط وفي خيمة تنصب للمزاد لكن اليوم بدأت تظهر مزادات عقارية لبيع مخططات بعيدة عن مواقعها وهو ما يدخل بعض المشترين في دائرة الجدل مع المستثمرين.