أكثر من عشرة آلاف حضروا ليلة الجمعة إلى ساحة دار الاوبرا المصرية لسماع المطرب محمد منير أشهر أبناء جيله من المغنين في حفل أقامته الدار لدعم أسر ضحايا حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف من فنانين ومخرجين وكتاب. وقبل بدء الحفل ألقى منير كلمة قال فيها إنه «يدين الاهمال الذي أودى بحياة أكثر من 46 مخرجا وفنانا وكاتبا في الحريق والذي قد يودي إذا استمر بحياة آخرين من المبدعين ومن أبناء الشعب المصري». وقرب نهاية الحفل قال كلمة أخرى قال فيها «أصبحت أكره كلمة الوحدة الوطنية لانها تشير إلى وجود طرفين في حين نحن أبناء شعب واحد لا يمكن أن يتم التعامل معه على أساس طائفتين. وماجرى في الاسكندرية يتجاوز الوطني ولا يمكن اعتباره سوى إهانة للانسان. وكان أكثر من عشرة آلاف مشاهد قد بدأوا بالتوافد إلى دار الاوبرا منذ الساعة الثامنة من مساء أمس قبل بدء الحفل بساعتين. وتأخرالحفل أيضا عن توقيته أكثر من ساعة بسبب الازدحام على مدخل الدار التي كانت تشهد حفلا آخر لفرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية في المسرح الكبير. ورغم أن المصريين لا يميلون للرقص في شهر رمضان الذي يشهد الكثير من الاحتفالات الموسيقية في المسارح والمؤسسات الثقافية وفي الخيام الرمضانية إلى جانب المطاعم إلا أن آلاف الشباب والشابات تمايلوا على أنغام أغاني منير خاصة أغنيات «علي صوتك بالغنا - لسه الاغاني ممكنة» و«سمرة يا سمارة» و«مدد مدد يا رسول الله» مما دفع الجمهور لمزيد من التفاعل عندما صعد المطرب الشاب خالد سليم إلى خشبة المسرح ليشارك منير أغنيته «غيريني» وكذلك بعد صعود الفنان حسين إمام للعزف على الجيتارخلف منير في أغاني لحنها له. وصلت الحفلة إلى ذروتها عندما استجاب منير للجمهور في أداء أغنية «في كل حارة واد عترة - وبنت حنان» هذه الاغنية التي كتبهاالشاعر الشعبي الراحل فؤاد حداد ويستخدمها الكثيرون من المخرجين في أعمال يتم إعدادها بالاستناد إلى أشعار الشاعرالراحل ورفيق دربه الراحل صلاح جاهين كأبرز شخصيتين رمضانيتين رغم غيابهما قبل عشرين عاما.وتوقع مدير الاعلام في دار الاوبرا أن تصل إيرادات الحفل التي ستحول بالكامل لاسر الضحايا إلى أكثر من 150 ألف جنيه مصري ( 25 ألف دولار تقريبا). واستطاع منير رغم وجوده على الساحة الغنائية لاكثر من ربع قرن أن يحافظ على جماهيرية واسعة له لم يستطع أن يحققها مطربون مشهورون صعدوا معه من أبناء جيله لعمله المستمر على تطويرالموسيقى المستخدمة وانتقاء كلمات القصائد التي تلائم المتغيرات الاجتماعية والسياسية والعاطفية إلى جانب نجاحه في التمثيل خصوصا في أفلام يوسف شاهين وأبرزها «حدوتة مصرية» و«المصير».