يتقصى الكاتب قاسم بن خلف الرويس أخبار جزء هام من بلادنا، ألا وهو منطقة نجد وما كتب عنها في مجلة «لغة العرب» البغدادية التي أصدرها العالم اللغوي الشهير أنستاس الكرملي في (رجب 1329ه = يوليو 1911م) حيث كانت تدون على صفحاتها باباً تحت اسم (تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره) ما جعل من الباحث الرويس أن يتابع أعدادها القديمة وما حبّرته عن نجد في فترة كانت فيه هذه المنطقة حاضرة في الساحة السياسية العربية حيث بروز القائد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود واحتوائه لعدد من المدن والأقاليم والقرى في نجد وكذلك عدد من مناوئيه شكلت تلك الحروب والمعارك مادة خصبة لمجلة «لغة العرب» فارتأى الزميل قاسم إلى جمع هذه الأخبار حفاظاً عليها من الاندثار وتبقى شاهدة على مرحلة هامة من تاريخ نجد الحديث، إلا أن المحقق الرويس قد ظهر له أن الشيخ محمد حسين نصيف قد دون هذه الفكرة قبل عقود طويلة حيث كان رحمه الله مشتركاً في المجلة وكانت تصله في جدة بانتظام، لذلك صرف نظره عن طباعة ما جمعه من أخبار نجد في مجلة «لغة العرب» واتجه إلى تحقيق هذه المخطوطة التي جمعها الشيخ نصيف عليها والتعليق وإضافة مستدرك لها، ومرد ذلك وفاء منه للشيخ محمد حسين نصيف كأحد أعلام الثقافة في بلادنا وحفاظاً على حقوقه الفكرية، يقول الرويس في تمهيده واصفاً المخطوطة: إنها مخطوطة عنيت بأخبار نجد وصاحبها من الحجاز ومصدر أخبارها في العراق، وقد نقل المؤلف مادتها كاملة من مجلة «لغة العرب» البغدادية التي توقفت سنة (1350ه = 1931م) والمعرفة باهتمامها بتاريخ العرب ولغتهم وتراثهم. أما المخطوطة فقد قامت على قسمين؛ كان القسم الأول منها الذي كتبه الصحفي النجدي سليمان الدخيل في مجلة العرب خلال الفترة (1329 – 1332ه = 1911 – 1914م) وقد نقل المؤلف منها تسعة مباحث هي: نجد، الأرطاوية، العرائف، جزيرة العرب، أمراء السعود في جزيرة العرب، أقسام إمارة آل سعود، خاتمة البحث في إمارة آل سعود، إمارة الرشيد، حائل. في حين حمل القسم الثاني الأخبار التي نشرت في باب (وقائع الشهر في العراق وما جاوره) وقد وصلت إلى (42) خبراً ما عدا موضوع واحد هو (حكومة الأدارسة في عسير) الذي نقل من باب (المكاتبة والمذاكرة) هذا وقد عقد المؤلف فصلاً كاملاً عن الشيخ محمد حسين نصيف (1302 – 1391ه) ترجم له فيه من حيث مولده ونشأته وتعليمه وأبرز شيوخه وثقافته واطلاعه وسلفيته ونشره لكتب السلف وأهم مؤلفاته المطبوعة ومكتبته الشهيرة وعلاقته بالملك عبدالعزيز حتى وفاته. في حين رصد فصلاً كاملاً خصه لمجلة «لغة العرب» التي كانت قبلة لجمهرة من كتاب عصر النهضة من عرب ومستعربين، والمؤلفات التي خرجت من رحم هذه المجلة مثل ما ألفه عنها أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري وطارق الحمداني وسلطان السهلي. كتاب الرويس انطوى على جملة هامة من الأخبار والوقائع التي حدثت في نجد في تلك الحقبة وقد شملت تلك الأخبار أنباءً عن بعض ما جاورها من بلدان مثل الحجاز واليمن وقطر والكويت وحائل، إلى جانب ذكر لعدد من الشخصيات السياسية الهامة التي كانت تلعب دوراً مؤثراً في تلك المرحلة.