أعطونا بضع كلمات رائعات: حلم، ثقة، رحمة لكي نغطّي بها قلوبنا وأعطونا الحظّ والموت اللذين لم يفهمهما لا أينشتاين ولا عصفور دوري لكي يحرّضونا على تجربة في الشجاعة.»بيتر باكاوسكي» الكلمات هي مُلك لنا قبل خروجها من باب أفواهنا، وعندما تخرج تصبح ملك للآخر. بعض الكلمات تخرج كورد من جنائن، والبعض الآخر يخرج كما لعنة الفراعنة، كم نكون مرهقين عندما نكون قاسين ولانملك أدوات غير جرح الآخرين والتلذذ بالسخرية منهم والتهكم بهم..! فالقسوة بين البشر ترقق بعضها بعضاً. ألا نملك رحمة متسعة وحلماً يفتح أحضانه للآخر؟ وهل نحن بعيدون عن بصر الرقة واللين؟ إن قاموس الكلمات بحر لا ينضب والزهور لا تنبت إلا الزهور فعندما نغلف ألفاظنا بالرقة والسماحة تتحول كلماتنا إلى زهور رافعة رأسها تعيش بكل ما تحمله من طراوة داخل أرواحنا. فالأشياء التي لا تُستعمل تضمر وكذلك الكلمات اللطيفة اللينة عندما لا نستخدمها ننساها. ألا تشعرون بالثقة عندما تتحدثون مع شخص لطيف العبارة رقيق البيان، ألا تتفقون معي أنها مهارة نكتسبها وسلوك حياة..! ولكن ماهي ردة فعلك عندما يصرخ أحدهم في وجهك؟ بطبيعتي لست ممن يخاف بسهولة ولكن إيماناً مني بأننا كائنات بشرية عقدت وثيقة تحالف مع ذاتي لمحاولة تفهم تصرفات وسلوك من حولي فلا استعجل الحكم عليهم لذلك عندما أتعايش مع أشخاص يتميزون بالعنف اللفظي ولا يعون معنى التواصل الرحيم compassionate communication أتسائل أي طفولة بائسة عاشوها، وأي بيئة قاسية احتوتهم وعكست كل هذا على ألفاظهم وسلوكم.! فالتواصل الرحيم هي طريقة تجعلنا نتواصل بلا حواجز معقدة تواصل من القلب للقلب فنحن ضعيفون أمام الأشياء التي تعيش في القلب، فتكتسب ملامحنا جمال وهدوء نتيجة لممارستنا للصبر والتواصل الرحيم في حياتنا. يقول «جون ويزلي» قم بكل ما تقدر عليه من أمور صالحة وبكل الوسائل المتوفرة لديك. ففرص التواصل الايجابي بين البشر كثيرة على وجه الأرض تنتظرنا وهي تفرك يديها بطريقة تميز تاجراً عن غيره، فتصبح أرواحنا جميلة تدعو للاطمئنان أشبه بأيام الربيع الملونة، وتكون ألفاظنا اللطيفة اللينة عفوية لا ننتظر أن نتكلف في استقبالها. نفعلها بدافع البهجة وإثراء حياة شخص آخر، فالدافع الوحيد هو أن نتواصل بحنو ولين مع الآخر، وعندما يستوضح الآخر هدفنا السامي فسينضم إلينا في هذه العملية، وسنصبح قادرين على التواصل مع بعضنا بطريقة حنونة شفوقة. *لا أحد ينصت لأحد عندما يتعلق الأمر بالرحيل، فساعة العمر أحياناً أبطأ مما نتصور.