في البداية يجب أن نتفق أن الأمنيات لا تكفي وأن الطموحات ليست إنجازاً وأن انتصارات الماضي ليست سوى تاريخ في الحاضر، وليس عيباً عند فشل محاولاتك أن تمنح غيرك الفرصة فإن نجح وحقق الهدف فأنت وهو بطلان لأنك أنت من منحه الفرصة ولم تكن متسلطاً تحب نفسك أكثر من الكيان الذي وكلتْ لك قيادته. ونقولها بالفم المليان الأمير عبدالرحمن قدم استقالة لأنه بطل فهو قدم كل شيء وعمل المستحيل ولكن ليس شرطاً أن كل مجتهد ينجح، فهناك مجتهدون يبتلون بعدم التوفيق، ولن نتطاول عليهم ولن نسفه جهودهم، فالعاقل المحنك يعلم أنه لا يلام المرء بعد اجتهاده، ورئيس الهلال المستقيل قدم أجمل فريق لعب كرة قدم حتى أصبح الكل يقول هذا نادٍ ليس من قارة آسيا بل نادٍ من أندية أوروبا، وعلى الرغم من ذلك فشل هذا الفريق المدجج بنجوم عالميين ومحليين على أعلى درجات الاحتراف في الحصول على بطولة آسيا مع أنه حقق بطولات محلية، ثم بدأ "المارد الأزرق" يضعف مع أن الجهد مستمر والبذل لم يتوقف، والمحترفون كعادة مسؤولي النادي من أفضل اللاعبين سواء في قيمتهم الإعلامية او مهاراتهم في الميدان، نجوم لهم وزنهم وكانت خطوة اختيار سامي الجابر خطوة يشار لها بالبنان للأمير عبدالرحمن بن مساعد ولم يكن هو وحده من كان يرشح نجاح سامي بما فشل فيه المدربون الأجانب، والكل يرى أن سامي لم يمنح الفرصة الكافية وأنه كان في طريق النجاح، ولأن الضغوطات كبيرة تنازل الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن قناعاته وهذا الأمر يحسب له لأنه قدم رأي الأكثرية على قناعاته وكان يريد أن ينهض بالهلال من عدم الحصول على أي بطولة على الرغم أن الأمر ليس مستغرباً فأندية كبيرة تخرج بلا بطولات ولكن لأن الهلال نادي بطولات فلا تساهلات في موضوع أن يخرج من دون أن يصعد على المنصات. فاختار مدرباً على أعلى كفاءات وتعاقد مع محترفين على أعلى مهارات ولكن بقيت نقطة مهمة تغافل عنها الرئيس المستقيل وهي؛ تقديم مواهب جديدة تساعد النادي على تحقيق البطولات فبعد جيل نواف العابد وسالم الدوسري وسلمان الفرج وغيرهم توقف الدعم من قبل المراحل السنية ما أثر على دكة البدلاء، فاستعان بلاعبين محليين فشلوا في عمل منافسة على المراكز، ما أدى إلى وثوق اللاعبين الاساسين في المحافظة على مراكزهم أن المدرب لايمتلك دكة احتياط وأيضا هجوم الهلال أصبح عقيما ولأن الرئيس يمتلك قدرات ادارية عالية تعاقد مع العملاق اليوناني ساماراس وكان النهائي أمام شقيقه الأهلي عبارة عن أكون او لا أكون ولكن للأسف لن نقول فشل الرئيس المستقيل، ولكن سأقولها بكل صدق بل خذله المدرب ولاعبو الهلال، نعم القائد خذله جنوده فما كان له إلا معاقبتهم وليس معاقبة نفسه بأن يقدم استقالته حتى يتيح الفرصة لقائد آخر يعرف كيف يقوي قبضته على لاعبين لم يحملوا مسؤولية تمثيل "المارد الأزرق" كما يجب، فشكرا لكل ما قدمته للنادي وكل الدعوات بالتوفيق لمن يستلم زمام القيادة، وتذكروا أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد سيتعب من بعده لأن ما قدمه موجاً هادراً لا يمكن لأحد وصفه.