أكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد بخصوص تهديد تنظيم داعش في ليبيا للمنطقة عموما وتونس بالخصوص أن بلاده اتخذت كافة الإجراءات لحماية حدودها الشرقية للبلاد وكثفت من التمركز الأمني والعسكري بها خاصة عقب الأحداث الأخيرة التي جدت بمنطقة الذهيبة وذلك تحسبا لاستغلال الإرهابيين للوضع وتفاديا لتسللهم للبلاد. واعتبر الصيد عقب اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد لأول مرة تحت إشراف الرئيس الباجي قائد السبسي أن ما تعيشه ليبيا في الوقت الراهن سببه التدخل العسكري الخارجي. مؤكدا أن تونس وقفت وتقف على نفس المسافة من جميع الأطراف في ليبيا، معربا على أن تونس ضد أي تدخل عسكري في ليبيا وأن تونس ترى أن الحل السياسي هو الأسلم. ودعا الصيد كافة التونسيين إلى التحلي بالحس الوطني ومساعدة الحكومة على التصدي للإرهاب ومعاضدة الاستعدادات الأمنية والدفاعية التي تبقى غير كافية إذا لم يصاحبها دعم شعبي. كما أكد الحبيب الصيد عن إيداع مشروع قانون إعفاء من الإتاوة على المغادرة من البلاد التونسية بالنسبة لبلدان المغرب العربي وهي الإتاوة التي أججت احتجاجات المنطقة الجنوبية للبلاد وأسفرت عن قتيل خلف تداعيات خطيرة في منطقة الجنوب. من جهة أخرى اعتبر الدبلوماسي صلاح الدين الجمالي بأن الوضع على الحدود التونسية الجنوبية أكثر من صعب والخطر محدق بتونس والمطلوب وحدة وطنية وتنازل عن الأنانية ووضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار وتوحيد الجبهة الداخلية. فتونس حدودها آهلة بالسكان من الجهتين التونسية والليبية على عكس مصر أو السودان التي لا يوجد سكان على حدودهما مع ليبيا من الجهتين وهنا يكمن الخطر وأن اليوم الموقف دقيق وصعب بالنسبة لتونس ووجب التعاون مع دول الجوار واتخاذ مواقف مشتركة بخصوص ليبيا، والهدف يبقى حماية البلاد لأن التهديد بات مباشرا. وقال الجمّالي إن التيارات المتشددة والإرهاب لا يعششان إلا في المناطق التي تغيب فيها الدولة وباستطاعة تونس تجاوز التهديدات لان فيها مؤسسات تحميها. وعن التدخل المصري قال صلاح الدين الجمالي أن التدخل المصري مشروع باعتبار مصر كانت في وضع دفاع شرعي بعد أن قتلوا أفرادا من جاليتها بشكل وحشي وهو ما يعتبر تهديدا لها ولجاليتها المتواجدة في ليبيا. وقال الجمالي أن الدور المصري في ليبيا اليوم مدعوما من أوروبا التي باتت اليوم مهددة مما يجري في جنوبها، والتدخل الأجنبي في ليبيا ليس بالجديد باعتبار أن ليبيا ومنذ مدة تشهد تدخلات أجنبية تتحكم في خيوط اللعبة بشكل أو بآخر ولا ننسى كذلك الخطر المحدق بليبيا من الجنوب وبالتحديد من جماعة (بوكو حرام) في النيجر.