قال الأصمعي - كما ورد في الأغاني - : (كان بشار ضخماً عظيم الخلق والوجه، مجدولاً طويلاً، جاحظ المقلتين قد تغشاهما لحم أحمر، فكان أقبح الناس عمى وأفظعهم منظراً وكان إذا أراد أن يُنشد صفق بيديه وتنحنح وبصق عن يمينه وشماله..). ورغم الأخبار المتواترة عن قبح وجهه إلى آخر حد - وخلق الله حسن - إلاّ أنه كان يعتبر نفسه ملك جمال العالم في عصره، ويزعم انه يصبي الفتاة فما تعتصم.. ما أن ترى الصبايا طلعته البهية حتى يخطف قلوبهن ويسحرهن.. أنشد أمام الخليفة المهدي يفخر بنفسه: (ونبئت قوماً بهم جنة يقولون: من ذا؟! وكنت العلم الا أيها السائلي جاهداً ليعرفني أنا أنف الكرم نمت في الكرام بني عامر فروعي، وأصلي قريش العجم فإني لأغني مقام الفتى وأصبي الفتاة فما تعتصم!) هكذا تفقد عقلها من جماله وتستسلم! وكان أبو دلامة حاضراً ففاض به واغتاظ ومع علمه ببذاءة لسان بشار قال وهو ينظر فيه: - كلا!!.. لوجهك أقبح من ذلك ووجهي معك!!.. ومع أن أبا دلامة قبيح الا انه يعتبر ملك جمال مقارنة ببشار وقد ذكر قبحه ليُنصف لكنّ بشاراً ثار وصرخ: والله ما رأيت رجلاً أصدق على نفسه وأكذب على جليسه منك!! والله إني لطويل القامة عظيم الهامة تام الألواح أسجح الخدين، ولرب مسترخي المذروين قد جلس من الفتاة حجرة وجلست منها حيث أريد فأنت مثلي يا مرضعان؟!) فسكت أبو دلامة وقصر الشر رغم علمه بكذب بشار التام، بل إن بشاراً نفسه يعلم فظاعة خلقته فحين قال فيه حماد عجرد: ويا أقبح من قرد إذا ما عمي القرد لطم خديه وصاح: يراني فيصفني ولا أراه!.. قلت:الثقة في النفس والتغلب على العاهات رجولة وقوة ولكن ليس إلى الحد الذي يزعم فيه بشار أن الفتاة إذا رأته شغفها حباً.. وله أعاجيب كثيرة روينا بعضها سابقاً مع (أبو الشمقمق).