قال الله تعالى (وأنه هو اضحك وأبكى وأنه هو أمات واحيا) صدق الله العظيم لقد أثبتت جميع الدراسات النفسية والفسيولوجية والسيسولوجية المعاصرة الأهمية القصوى لحاجة الإنسان للضحك كعلاج لمعظم الأمراض النفسية والعصبية والجسدية حيث أن الضحك يؤثر في الجسم والعقل ويساعد على الهضم ويقوي دورة الدم ويزيد في إفراز العرق ويرفع القوة والحيوية في كل عضو من أعضاء الجسم كذلك يقوي الشعور بالسعادة والراحة والتفوق.قال ابن سيرين (ليس بحسن الخلق الغضب من المزح) كما قال رجل لابن عيينة (المزاح سبه) فأجابه (المزاح سنة لمن يحسنه).إن الابتسامة هي جواز المرور الذي نصافح به أعين وأفئدة الناس عند النظرة الأولى. أشكال الفكاهة: نادرة، ملحة، تهكم، تغفيل، أو الموقف الحسي،أو الحركي،القافية السريعة،طرفة. ظاهرة الضحك: والتي بدونها تبدو الحياة قاسية وجافة ومملة ولا تطاق وقد شغلت هذه الظاهرة عدداً كبيراً من الكتاب على مر العصور في شتى أرجاء العالم الذين عنوا بدراستها وجمعها وتصنيفها ودراسة خصائصها. يعتبر الجاحظ أبا الفكاهة العربية حيث تحفل كتبه بالكثير من النوادر والطرائف ومن أقواله(أن الضحك غريزة في الإنسان وإنه ذو تأثير في الجسم والنفس). نرى أيضا ابن الرومي الذي يعد رائداً لأدب الوصف والتصوير الهزلي في العصر الإسلامي ومبالغاته المثيرة للضحك والدعابة.وابن الجوزي ومؤلفاته القيمة عن (الحمقى والمغفلين) و(الأذكياء) وكتاب (الظراف والمتماجنين). ولدينا أيضا أبو حيان التوحيدي في كتابه (الإمتاع والمؤانسة).وابن عبد ربه في كتاب (العقد الفريد).وابن قتيبة في (عيون الأخبار)الذي تضمن كل طرفة نادرة وتلميحات مضحكة. ومن الشعراء والصعاليك الكثير من الشخصيات التي أثرت الأدب العربي مثال: أشعب الطفيلي ،أبو دلامة،بشار بن برد،أبو نواس،أبو الشمقمق وآخرون. وفي التاريخ المعاصر نجد العقاد في كتابه (جحا الضاحك المضحك). والمفكر المصري محمد أمين الذي قال ( لو أنصف الناس لاستغنوا عن ثلاثة أرباع ما في الصيدليات بالضحك).في الواقع قمت منذ سنوات بعمل دراسة مبسطة عن كل ما قيل في تعريف الضحك وتأثيره على الإنسان تضم كل الأسماء العربية والتاريخية والأجنبية لا يسعني المجال هنا لذكرها ولكن ما أود التركيز عليه أننا في سبعينات القرن الماضي كنا نحظى بكتاب ساخرون أثروا الساحة الإعلامية بكتاباتهم المرحة وتعليقاتهم الساخرة كانت زوايا صحفية تحمل البهجة وترسم الابتسامة. حقا لا يمكن أن تعلم مدى إقبال الناس على مثل تلك الكتابة الساخرة إلا لو مارست نفس التجربة وهذا ما حدث لي فقد كنت واحدة من كتاب تلك الحقبة بزاوية (في العظم) باسم مستعار وقد لاحظت بنفسي مدى تجاوب القراء على هذا النوع من الكتابات بشكل رهيب. ومع ذلك لازال هذا النوع مختفياً عن الساحة منذ سنين لا أعلم هل السبب ندرة كتابه أم صعوبة كتابته أم أن الضحك غالٍ حتى عز علينا الحصول عليه أم أن دمَّنا صار ثقيلاً أكثر من اللازم؟. ولكن منذ ظهور الهواتف النقالة ظهرت فكرة الرسائل والموجزة مثال: رسائل المناسبات والأدعية في رسائل الجمعة ولكن الظريف في هذا كله رسائل النكت في البدء كانت ترسل بألفاظ نابية وقبيحة وبايخة وتدريجياً بدأ الناس بتهذيبها وتنقيحها ولا أعلم كيف قرر البعض تصنيف الناس وذلك باختيار بعض المجاميع للرمز لمعاني محددة مثال البخلاء والبلهاء والأغبياء والجهلاء والعصبيين الخ.. المهم من يشك لحظة في خفة دم الشعب السعودي فليراجع نفسه ويقرأ العدد الكبير من الرسائل التي قام بتأليفها أهالي جدة عن بحيرة المسك وعن السيل وعن الأمانة تتضمن هذه الرسائل الأغاني والشعر الزجلي والمقفى والطرائف والنوادر ولتسامحنا سيدة المدن فالطير يرقص مذبوحاً من الألم. يقولون إن الإبداع يولد من رحم الألم ونقول إن المصائب تفجر المواهب . وردة: وتستعذب الأرض التي لا هوى بها ولا ماؤها عذب ولكنها وطن