يعتزم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وضمن سباق المزايدات الانتخابية، اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، خلال الايام المقبلة الامر الذي حذر الجانب الفلسطيني من تداعياته في اشعال فتيل التوتر بالمنطقة. وذكرت مصادر في مكتب نتنياهو أن هذا الأخير ينوي وفي إطار حملته الانتخابية القيام بجولة في عدد من مستعمرات الخليل، حيث سيقوم خلال ذلك بزيارة استفزازية إلى الحرم الإبراهيمي الذي فرض عليه التقسيم عقب المجزرة التي نفذها المجرم باروخ غولدشتاين في 25/ شباط فبراير 1994 وأسفرت عن استشهاد 29 مصلياً وجرح العشرات خلال أدائهم صلاة الفجر في العشر الأواخر من رمضان. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أمس عن مصادر في مكتب نتنياهو تخوفها من التبعات الأمنية لهذه الجولة، واحتمال اندلاع مواجهات في الضفة الغربية على غرار ما جرى العام 1996 عندما قام نتنياهو بافتتاح النفق تحت المسجد الأقصى، ما أدى إلى اندلاع مواجهات شاملة في مناطق الضفة الغربية وشرقي القدسالمحتلة استمرت ثلاثة ايام واسفرت عن مقتل 17 جنديا إسرائيليا واستشهاد واصابة مئات الفلسطينيين. ووفق الصحيفة فان هذه زيارة نتنياهو المرتقبة للحرم الابراهيمي عشية الانتخابات المزمعة في 17 اذار/ مارس المقبل، الى الاذهان الزيارة الاستفزازية التي قام بها مجرم الحرب ارئيل شارون في اواخر ايلول/ سبتمبر 2000 للمسجد الاقصى عشية الانتخابات التي صعد فيها الى سدة الحكم، وهو ما تسبب في حينه في اندلاع انتفاضة الاقصى. بدوره اشار موقع القناة السابعة في التلفزيون الاسرائيلي اليوم الأحد، الى زيارة قام بها نتنياهو الأسبوع الماضي لمستعمرة "عالية" جنوب نابلس، وذلك في جزء من جولات للمستوطنات في مسعى منه لكسب أصواتهم في الانتخابات، وخلال الأيام المقبلة سوف يزور التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم وسيصل مدينة الخليل ويقتحم الحرم الابراهيمي وفقا لبعض المصادر المقربة من نتنياهو. من جانبه، حذر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك في بيان أمس من خطورة اقدام رئيس الحكومة الاسرائيلية على زيارة الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل، مؤكداً أن مثل هكذا خطوة قد تسهم في تأجيج نار حرب دينية شعواء تشمل المنطقة بأكملها. وأهاب المفتي بالشعوب العربية والإسلامية وقادتها وشرفاء العالم للتدخل لوقف الاعتداءات المتكررة والمتزايدة على المقدسات في فلسطين، محملاً سلطات الاحتلال عواقب هذه الاستفزازات العدوانية، والتي تزيد من تأجيج نار الكراهية والحقد في المنطقة.