واصلت أسعار الطاقة أمس مسارها النزولي التي بدأته منذ ثلاثة أيام حيث تدحرجت إلى مستويات كانت عليها في شهر يوليو الماضي بعد أن رصدت الأسواق البترولية بوادر لتخمة في السوق النفطية جراء تدفق الخام إليها من دول وشركات طاقة عالمية تحاول استغلال ارتفاع الأسعار لتحقيق مزيد من الأرباح والعوائد المالية لرفد ميزانياتها والعمل على تطوير مشاريعها البترولية وتوسيع نطاق منتجاتها البترولية. ورغم التحذيرات التي تطلقها وكالة الأرصاد الجوية الأمريكية من احتمال تعرض المنشآت الأمريكية التي تقع في مسار الإعصار «ويلما» إلا أن الشركات النفطية تجاهلت هذه التحذيرات و واصلت عملياتها النفطية مستندة على تقارير تشير إلى أن الإعصار خفت حدته وتحول إلى الدرجة الثانية ما يعني أن خطره انحصر كثيرا وأنه لن يبلغ سواحل فلوريدا قبل اليوم الجمعة الأمر الذي طمأن السوق النفطية. ومن المؤشرات التي استندت عليها الأسعار في مسارها النزولي قراءتها لبعض النشاطات والقرارات التي تفضي إلى تدفق النفط بكميات تفوق احتياجات السوق ومنها السماح للشركات النفطية للحفر في سواحل ولاية فلوريدا الأمريكية لاستخراج النفط والغاز حيث أشار رئيس جمعية الغاز الأمريكية السيد داريل هنري في تصريح له على موقع الجمعية على شبكة الانترنت أن ولاية شروق الشمس (فلوريدا) تضم في أراضيها كميات كبيرة من النفط والغاز وهناك حاجة ماسة إلى هذه الاحتياطيات ولذلك جاء الوقت الذي يجب تستثمر هذه الثروات الوطنية، كما أن من المؤشرات التي ساهمت في هبوط الأسعار موافقة لجنة مجلس النواب الأمريكي على السماح للحفر والتنقيب في ولاية «لاساكا» والتي تضم في أديم أراضيها احتياطيات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي وكانت في السابق محمية وطنية لا يمكن المساس بها غير أن الحاجة إلى مصادر الطاقة دفعت لجنة مجلس النواب للموافقة على هذا الطلب الذي قدمته إدارة بوش. ويضاف إلى ذلك ارتفاع إنتاج الدول من النفط والغاز والمسارعة إلى توسيع نطاق الاستثمارات الطاقوية العالمية. إلى ذلك هبط خام ناميكس القياسي أمس بمقدار 2,1 دولار للبرميل إلى 60,40 دولاراً للبرميل كما تراجع سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية بمقدار 92 سنتا إلى 57,6 دولاراً وهبط سعر مزيج برنت إلى 56,68 دولاراً وانخفض خام وست تكساس بمقدار 2,8 دولار إلى 60,20 دولاراً للبرميل.وعزز ارتفاع مخزونات الطاقة الأمريكية من هبوط سعر الجازولين حيث نزل بمقدار 10 سنتات إلى 1,61 دولار للجالون كما تقهقر سعر الغاز رغم الإقبال الشديد على الشراء إلى 12,89 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. أسعار المعادن النفيسة استمرت في التراجع حيث نقص سعر الذهب بمقدار 2,8 دولار إلى 463 دولاراً للأوقية وانخفض سعر البلاتين إلى 929 دولاراً كما هبطت الفضة إلى 7,6 دولارات للأوقية.