منطقة المناورة سر المباراة.. والحسم بيد لاعبي الخبرة

د. عبدالعزيز الخالد في قراءة فنية للنهائي:

تنتظر جماهير المملكة العربية السعودية قاطبة مساء اليوم نهائي فاخر يرعاه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسيجمع العملاقين الهلال والأهلي ومن المنتظر أن يتسم لقاء الليلة بالمنافسة العالية والندية والروح الرياضية في قمة سيحتضنها "درة الملاعب" استاد الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض.
المباراة بلاشك سيسجلها التاريخ ويكتب أحداثها بأحرف من ذهب بالنسبة لطرفيها، اذ يسعى الأهلي لتحقيق البطولة لمصالحة جماهيره والعودة مجدداً للمنصات لتكون له حافزاً للاستمرار في المنافسة على بطولة الدوري، فيما يرغب الهلال في تخفيف الضغط وتهدئة النفوس وتعويض جماهيره، "دنيا الرياضة" كما درجت العادة تقدم قراءة فنية للفريقين برؤية المتمكن المدرب الوطني د. عبدالعزيز الخالد الذي سلط الضوء على النهائي المثير من مختلف الجوانب، فقال:
الجماعية والتنظيم يميزان الأهلي وثقافة البطولات والحلول الفردية في مصلحة الهلال
"عقبة واحدة أمام الأهلي ويعود البطل لملامسة الذهب من جديد بعد فوزه المستحق على النصر؛ مسيرة رائعة وأداء مميز وتكامل في منظومة العمل الاحترافي ومثلث النجاح مثالياً على المستوى الإداري والفني والعناصر المميزة".
وقدم الخالد التشكيل المتوقع للاهلي، قائلاً: "في الحراسة عبد الله المعيوف وفي خط الدفاع عقيل بلغيث وأسامة هوساوي ومعتز هوساوي ومحمد عبد الشافي وفي خط الوسط وليد باخشوين وتيسير الجاسم ومصطفى بصاص وبرونو سيزار أوزفالدو فيما سيقود الهجوم مهند عسيري وعمر السومة، ولعل الطريقة الأنسب للفريق هي 4-5-1 وسيستفيد المدرب كريستيان جروس من القدرات التهديفية لسيزار والسومة وعرضيات عبد الشافي ودور الجاسم وبصاص في صناعة اللعب والزيادة العددية في الشق الهجومي والتصويب من خارج المنطقة من الكرات المتحركة والثابتة مع عودة الجميع لوسط الملعب في حالة خسارة الكرة مع الاعتماد على القدرات الفنية الدفاعية العالية لدى وليد باخشوين بالقيام بالمهام الدفاعية وتغطية ظهيري الجنب يغلف ذلك كله الروح الجماعية والقتالية التي يلعب بها الفريق".
وأوضح الخالد عناصر التفوق في الأهلي، فقال: "التصاعد المستمر في الأداء والعمل الفني والجماعية الواضحة، والروح العالية والقتالية والتنظيم الجيد في أداء الفريق، ودور المدرب جروس في تأكيد بصمته الفنية ومنهجيتة الاحترافية، بالاضافة للتوازن الدفاعي والهجومي والدور المثالي للاعبي الوسط في ربط خطوط الفريق، كما لا أغفل التغطية الدفاعية الجماعية وتنفيذ الهجوم الفعال بأكثرية عددية، ولدى الاهلي حلول الفردية في التصويب البعيد من الكرات المتحركة والثابتة ووجود المعيوف الحارس المتمكن والذي يعطي الاطمئنان للفريق".
وشخص الخالد سلبيات الأهلي، قائلاً: "الضعف والإهمال في العمق الدفاعي وعدم الإجادة في الرقابة والاخطاء المتكررة، علاوةً على الضغط النفسي الكبير على اللاعبين والمطالبة الجماهيرية والشرفية لتحقيق بطولة بعد غياب طويل؛ ويحتاج ليكسب اللقاء اللعب بواقعية واحترام للمنافس والاستمرار على التنظيم الجيد المتوازن، مراقبة مفاتيح اللعب في الهلال نيفيز وسالم الدوسري والعابد، بالاضافة للاستفادة من قدرات سيزار وتيسير الجاسم الهجومية بمساندة عبدالشافي وبصاص واللاعب الجديد أوزفالدو والاستفادة من العرضيات المثالية الى جانب تكثيف منطقة الوسط خاصة المحور الدفاعي وعدم اندفاع ظهيري الجنب، وأخيراً الدور المهم لإدارة الفريق في تهيئة الفريق من الناحية النفسية والمعنوية".
وواصل الخالد قراءته الفنية مسلطاً الضوء على الجانب الهلالي، وقال: "خسارة البطولة الآسيوية والتي كانت قريبة جداً، لم يقدم الهلال بعدها الأداء المعروف عنه على الرغم من وصوله وبجدارة للنهائي الكبير إلا أن العطاء مازال أقل بكثير من المستوى المأمول لجماهيره، ولعل عدم التهيئة والتحضير النفسي والمعنوي واللعب تحت الضغط دور في ذلك وتراجع أداء غالبية اللاعبين بشكل يضع أكثر من علامة استفهام".
وتوقع الدكتور الخالد ان يدخل مدرب الهلال ريجي بهذه الأسماء، فقال: "الحراسة سيكون فيها عبدالله السديري فيما خط الدفاع ياسر الشهراني وكواك وديقاو وعبدالله الزوري أو سلمان الفرج فيما سيحل في خط الوسط سعود كريري الفرج وعطيف "بديل" وسالم الدوسري ونواف العابد وتياجو نيفيز بينما سيقود خط الهجوم الهداف ناصر الشمراني".
وأكد الخالد أن ريجي سيلعب بطريقة 4-5-1، قائلاً: "سيعمد فيها المدرب ريجيكامب إلى أسلوب تفعيل الإطراف، مع قيام كريري والفرج بدور المحور الدفاعي ومساندة الدفاع وتغطية ظهيري الجنب بالإضافة لقيام لاعبي الوسط بالتحرك الجماعي وصناعة اللعب والتوغل في الثلث الهجومي والوصول للمرمى بالاعتماد على ناصر الشمراني ونيفيز في الهجوم ودور سالم والعابد في الأطراف".
وأوضح الدكتور عناصر التفوق الهلالية، بقوله: "يمتلك الهلال ثقافة عالية في التعامل مع النهائيات ومباريات الحسم، علاوةً على الخبرة الدولية لدى بعض عناصر الفريق الى جانب تكامل الخطوط والتوازن في الأدوار والمهام ووجود الحلول الفردية، كما لا أغفل الرغبة الجادة في مصالحة الجمهور ومسح الصورة الباهتة التي يقدمها الفريق في الوقت الراهن".
وتحدث الخالد في قراءته عن السلبيات التي يعاني منها الهلال، فقال: "تراجع المستوى الفني وتذبذب المستوى هذا الموسم بسبب الضغط النفسي، الى جانب الإهمال في التغطية الدفاعية وعدم فرض الرقابة اللصيقة على المهاجمين، علاوةً على المبالغة الهجومية لظهيري الجنب وترك الفراغات خلفهم كما أن للفردية الواضحة من بعض اللاعبين والاستعجال في الأداء دور سلبي، وأخيراً الأخطاء في التمرير وعدم التركيز أمام المرمى أمر سلبي يجب معالجتة اذا ما أراد الهلال ان يكسب".
وبين المدرب الوطني الخالد ان الهلال إذا ما أراد أن يحقق البطولة فعليه التركيز على نقاط عدة، وهي: "تهيئة اللاعبين بعيداً عن الضغوط النفسية والإجهاد البدني بالإضافة للعب بتوازن يبن الدفاع والهجوم والتحرك كمجموعة في الشقين الدفاعي والهجومي وتقارب الخطوط وعدم المبالغة في الاندفاع الهجومي، وايضاً مراقبة مفاتيح اللعب في الأهلي تيسير وسيزار والسومة وعليهم اللعب الجماعي والتحرك الايجابي دون كره للتحرر من الرقابة المتوقعة وعمل المساندة، ولاشك ان اللعب بأسلوب 4-5-1 للعمل على امتلاك منطقة المناورة والاستفادة من الإمكانات المهارية للاعبي الوسط المتميزين العابد وسالم الدوسري والفرج ونيفيز".
ولم يغفل الدكتور الخالد المشاهد المتكررة والمتوقع حدوثها في اللقاء، اذ قال: "هي مباراة تحدي بين فريقين يعدان من أفضل الفرق في السعودية، ويبرز التحدي في منطقة المناورة في ظل هذا التميز من خلال الضغط على حامل الكرة وانحسار اللعب بين لاعبي الوسط، لذا ستبرز المهارة والحلول الفردية والسرعة في الأداء والتحرك الايجابي دون كرة وتنوع الهجمات، وسنستمتع بتنافس ثنائي وتحدي في فرض الوجود بين نيفيز وباخشوين و الفرج وتيسير وكريري وسيزار ومعتز وناصر والسومة وكواك وعبد الشافي وسالم وكذلك توهج حراس المرمى ودورهم المؤثر في المباراة، وبدون شك يتفق الجميع أن المقاييس الفنية متقاربة جداً مع تفوق بسيط لمصلحة الهلال على اعتبار الارض والجمهور وعلى ما يقدمه الفريقان في هذا الموسم والروح القتالية التي يلعبان بها ودور اللاعبين وقدراتهم الفنية العالية متى ما استطاع المدربان التوظيف بشكل مثالي يتوافق مع قدراتهم الفنية العالية ودور لاعبي الخبرة في الفريقين لعمل الإضافة الايجابية؛ لكن الواقع الفني على أرض الملعب يؤكد أن من يقدم الجهد والروح العالية والتركيز والانضباط سيكون هو الأقرب للفوز، ولاشك ان هناك عوامل أخرى مؤثرة مثل أخطاء اللاعبين وأخطاء المدربين وعدم القراءة المثالية لأحداث المباراة والتدخلات غير الموفقة والاجتهادات العشوائية وقبل هذا وذاك توفيق الله سبحانه وتعالى".
واختتم المدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد قراءته للنهائي برسالة تربوية وجهها للجماهير، قال فيها: "اليوم لقاء قمة حقيقية ويكفي أن تقول أنها ستجمع الأهلي والهلال، ولذا يتوقع الجميع الإثارة والندية، والفرصة لنا كرياضيين ومحبين لكرة القدم باتت سانحة لنقدم الوجه الحسن للرياضة وللتنافس الشريف وهي دعوة للتسامي بعيداً عن التعصب والمبالغة كونها كرة قدم لا أكثر، أحلم بمثالية في الأداء وحماسة وتحدٍ ورجولة وفروسية ومنافسة شرسة تغلفها الروح الرياضية بين اللاعبين نبدأ بالسلام وننهي بالسلام والتهنئة بعيداً عن التشنج، وللجماهير الحاضرة شكراً لكم ولكن اجعلوها كرنفالاً جميلاً في التشجيع المثالي بعيداً عن الأشكال المقززة أو الألفاظ الجارحة أو المبالغة في حالة الفوز أو الخسارة".