وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظهما الله كلمة الى المواطنين وحجاج بيت الله الحرام والمسلمين جميعا بمناسبة عيد الأضحى المبارك للعام 1425ه. وتشرف بإلقاء الكلمة عبر الاذاعة والتلفزيون معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي. وفيما يلي نص الكلمة.. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه. والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الاخوة المواطنون: أيها الاخوة حجاج بيت الله الحرام أيها الاخوة المسلمون في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.. فبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك الذي أشرقت شمسه صباح هذا اليوم العاشر من شهر ذي الحجة 1425ه يسرنا أن نهنئكم بهذا العيد سائلين الله جل شأنه أن يعيدنا وإياكم لأمثاله أعواما عديدة حافلة بالمزيد من اليمن والهناء. كما نسأله عز وجل أن تبقى أمة الاسلام دوما وأبدا في المكانة السامية التي يجب أن تكون عليها وفق مراد الله في قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..} ال عمران ,110. ولا شك أن هذه الخيرية لا تتحقق بالتحلي ولا بالتمني وإنما تتحقق بالالتزام بالمنهج الرباني والامتثال له والعمل على تطبيقه. ان المملكة العربية السعودية التي تتشرف برعاية الحرمين الشريفين يسعدها أن تكون في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم ليؤدوا نسكهم بكل طمأنينة وأمن وأمان لينصرفوا الى عبادة الله وحده مكبرين ومهللين بالذكر «لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير». أيها الاخوة.. إن معاني العيد في الاسلام عديدة.. منها أظهار البهجة والرضا والسرور وأن يتحسس المسلم حاجات اخوانه المسلمين ويسعى لما فيه خيرهم وصلاح شأنهم والتعاون على البر والتقوى وبناء جسور التراحم والتعاطف معهم تحقيقا لرابطة الاخوة في الاسلام واعتصاما بالعروة الوثقى بعيدا عن الغلو والتطرف في منهج ينبذ الارهاب الذي هو افساد في الارض وسعى في الخراب نهى عنه الاسلام وحذر منه. وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة والتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين واتباع آثار السلف الصالح من هذه الأمة. أيها الاخوة المسلمون في كل مكان.. ختاما إذ نكرر التهنئة للاخوة المواطنين وللاخوة حجاج بيت الله الحرام والمسلمين في جميع أنحاء العالم بعيد الاضحى المبارك.. لنسأل الله عز وجل أن يتقبل من الاخوة الحجاج حجهم وأن يعيدهم لأهليهم وديارهم وأوطانهم بحج مبرور وذنب مغفور سالمين غانمين وان يكون هذا العيد عيد خير وسلام للأمة الاسلامية والانسانية جمعاء وأن يعيده على أمتنا وهي متضامنة على الحق مجتمعة على الخير تعيش في عزة ورخاء وأمن واستقرار.. وكل عام وأنتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.