وهي مهنة يتنافس عليها المتطرفون وكل فريق يحاول أن يكون أكثر تطرفاً حتى يحقق شروط المهنة ويحصل عليها. ومن أهم شروط مهنة تشويه الإسلام القيام بأعمال إرهابية، ثم تم رفع مستوى الشروط إلى التنافس في استخدام أساليب التعذيب والإعدام، ويفوز بالمهنة من يستخدم الأسلوب الأكثر بشاعة. وحتى الآن تتربع داعش على مقعد المركز الأول وفي الميدان منافسة حادة من القاعدة وبوكو حرام وغيرهما. ومن المعايير المستخدمة في لجنة التحكيم التي تقرر من يحقق بطولة تشويه الإسلام القتل، والخطف، والاغتصاب، والحرق، والتفجير. لكن القتل وحده لا يكفي، لا بد أن تقتل المنظمة الإرهابية أكبر عدد من الأبرياء حتى تحصل على نقاط أكبر وتفوز ببطولة الأكثر تشويها للإسلام. ومن شروطها ألا يكون لك عدو واضح ولا صديق واضح، وأن ترفع راية الدين وتمارس مهنة القتل والعبث بأمن الناس وأرواحهم. ومن شروطها أن تكتب الدستور بالبندقية، وتحارب العلم، والحضارة، والسلام، وتغتال الحب، وتقتل العصافير، وتعدم التسامح، وتسجن الحوار، وتبث مشاعر الكراهية، وأن تعلن أنها تفعل ذلك نصرة للدين!! ومن المعايير أيضاً أن يكون خلفها جيش من المحرضين، وجيش من المبررين، الذين يسوغون لها إرهابها بعرض سجل إرهاب الآخرين. إنها حالة معكوسة، لأن المسلم هو قدوة للآخرين، فإذا وُجِد إرهاب دولي أو فردي في أي زمان أو مكان فهذا لا يبرر لمنظمات ترفع راية الإسلام أن تسير في نفس الطريق. الإسلام رسالة سلام ومحبة وأخلاق واحترام لحقوق الإنسان. لكن القضية سباق وتنافس على تشويه هذا الدين العظيم. ومن المعايير أيضاً إحداث حالة من العداء داخل الدول غير الإسلامية التي يعيش فيها أعداد كبيرة من المسلمين. يعيشون ويعملون ويمارسون تعاليم دينهم بأمن وسلام ثم يأتي مشوهو الإسلام لنسف هذا التعايش والتنوع بل نسف الانتشار السلمي للإسلام. ومن المعايير أن يكون من ينتمي لمهنة تشويه الإسلام عديم الإنسانية، عديم الإحساس، عدواً للحياة، صديقاً مخلصاً للحقد والكراهية والانتقام، وأن يجمع الأموال بوسائل إجرامية كوسيلة لتنفيذ أعمال إرهابية. أصحاب هذه المهنة سوف يخسرون في نهاية المطاف لأن الإسلام يرفضهم، وعلى العالم أن يدرك الآن أن الإرهاب خطر على الجميع وليس له علاقة بالدين وأنه نتاج فكر متطرف وثقافة عنف ذات أهداف تمثل خطراً على الجميع. على العالم أن يتحد ويتحرك فكرياً وأمنياً لمحاربة الإرهاب وأن يتعامل معه كمرض خطير يهدد الإنسانية بالفناء.