كشفت مصادر وثيقة الاطلاع أن الرباطوالجزائر اتفقتا على تجاوز خلافاتهما السياسية والدخول في تنسيق استخباراتي ضيق لمواجهة خطر الإرهاب الذي بات يتهدد أمن شمال إفريقيا. وبحسب ذات المصادر، فقد اتفق البلدان على عقد اجتماعات دورية بالتناوب بين الجزائر العاصمة والرباط أو الدار البيضاء، مرة في كل شهر، بين جهاز المخابرات المغربي ونظيره الجزائري. ويأتي قرار تكثيف التعاون الأمني بين البلدين الجارين إلى تصاعد خطر الإرهاب الذي يتهدد منطقة المغرب العربي، لاسيما بعد دعوة قادة «داعش» أتباعهم إلى خلق «إمارة» بليبيا واستغلال الاضطرابات الأمنية بها لبسط نفوذ التنظيم على المنطقة. وقالت المصادر إن الرباطوالجزائر يستعدان لتحقيق طفرة نوعية في مجال التنسيق الأمني والاستخباراتي بينهما، بعد سنوات من الجفاء بسبب الخلافات السياسية الحادة التي طغت على علاقة البلدين في السنوات الماضية. ويشار أن ضغوطا دولية كانت قد مورست على المغرب والجزائر لدفعهما نحو التنسيق الأمني بينهما لمواجهة خطر الإرهاب المحدق بدول شمال إفريقيا وكذا الساحل الإفريقي. وينتظر أن يشمل التنسيق بين المغرب والجزائر تكثيف التعاون الأمني على مستوى حضورهما في منظمة الحلف الأطلسي (الناتو)، وكذا في مجموعة 5+5 التي تضم دول المغرب العربي ودول أوروبا المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وكشفت تقارير أمنية أن تنظيم «داعش» يعمل على استغلال ضعف التنسيق الأمني بين دول شمال إفريقيا، خاصة بين المغرب والجزائر، لخلق بؤر توتر جديدة بالمنطقة بهدف رفع الضغط عليه في مركزه الأصلي وتشتيت الجهود الدولية للقضاء عليه في العراق وسورية. ويخشى التحالف الدولي لمحاربة «داعش» سقوط أسلحة متطورة مهربة من ليبيا في يد الجماعات الإرهابية، ما يفسر الضغوط الكبيرة التي يمارسها على دول شمال إفريقيا، خاصة المغرب والجزائر، لطرح الخلافات السياسية جانبا والانخراط في تنسيق أمني وثيق لمواجهة هذا الخطر. وكانت معلومات أمنية قد كشفت دخول تنظيمات إرهابية في المنطقة على خط التكسب من نشاط تهريب المخدرات بهدف جمع أموال طائلة واستخدامها في شراء أسلحة متطورة تستعملها في عملياتها الإجرامية. وأكدت هذه التقارير ارتفاع نشاط مافيا تهريب الأسلحة والمنظمات الإرهابية على المناطق الحدودية للبلدين بشكل كبير في الفترات الأخيرة. ومن أجل التصدي لهذا الخطر، كانت الرباط قد أعلنت عن إقامة سياج إلكتروني على طول الحدود مع الجارة الجزائر، في الوقت الذي اتجهت الأخيرة إلى حفر خنادق على مناطق حدودية، خاصة مع ليبيا التي تعرف نشاط كبيرا ومتزايدا لمافيا تهريب الأسلحة.