الذين يعرفون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (ومن لا يعرفه؟!) يدركون يقيناً أن المملكة قادمة بقوة على إحداث نقلة نوعية كمية وكيفية في الشأن الوطني الداخلي وعلى المشهد الدولي أيضاً.. فوالد الجميع سلمان بن عبدالعزيز «حكم» عاصمة الوطن لأكثر من نصف قرن تم خلالها تأسيس العاصمة فعلياً لتكون منارة منافسة وبقوة لكبريات عواصم المنطقة بل وكثير من عواصم العالم.. الحاكم الذي كان يعتلي مكتبه قبل أن يتجه الناس لمكاتبهم ويضبط ساعته على الإنجاز بالفعل وليس القول حقق للعاصمة تميزاً تستحقه.. سلمان بن عبدالعزيز الغائص في عمق الثقافة العربية والتأصيل الفكري والتأريخي مكّن الرياض في عهده لتكون إشعاعا ثقافياً بالمنطقة العربية ولامست اهتماماته ومتابعاته عقول ومشاعر الإعلاميين والكتاب والمثقفين السعوديين والعرب.. ولأنه يدرك أهمية الصورة الذهنية عن الوطن فقد دشن في زمن بعيد «معرض الرياض بين الأمس واليوم» الذي تحول إلى معرض ثقافي عالمي باسم المملكة يجوب عواصم العالم ليرسم اسم الوطن عالياً يمتزج بالفخر والاعتزاز.. وسلمان بن عبدالعزيز الحاكم المحنك الذي حقق تنمية مجتمعية متميزة بالرياض استطاع بثاقب فكره وعمق طروحاته السياسية أن يبني فكراً تنموياً وطنياً.. والمراقبون للقرارات الملكية الحكيمة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين والتي استطاعت خلال أيام من توليه سدة الحكم -متعه الله بالصحة والعافية- أن تقضي على ترهلات الهيكيلية التنظيمية الوطنية التي كان يغص بها الوطن عبر مجالس ربما لم يحقق كثير منها غير تضخم وظيفي وإهدار للكفاءات الوطنية من خلال إشغالها بقضايا متشابكة وموضوعات متداخلة.. يتنبؤون بتوفيق الله بمستقبل مشرق لهذا الوطن يقوده والدنا السياسي المحنك بتنفيذ يجمع بين خبرة الكبار وطموحات الشباب وهو ما اتضح من تشكيل المجلسين الأساسيين في الوطن متمثلين في مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وهو فكر جسور ذلك أن الشأن السياسي يلازم الشأن الأمني كما أن التنمية لا تنفك مطلقاً عن الحراك الاقتصادي.. وكذلك تشكيلة مجلس الوزراء التي طغت فيها الخبرة والتجربة والتأهيل بما يتوقع أن يحقق نقلات متوازنة للوطن بحول الله. ولأن والد الجميع يعتني بالإنسان السعودي أولاً فقد أولاه جل اهتمامه وعنايته واهتم بأن تكون أوامره -يحفظه الله- تصب في مصلحة هذا المواطن سواء من خلال الضخ المالي الضخم لما ييسر معالجة مسألة الإسكان أو ما يتعلق بالدعم المادي العام كما اهتم بالإنسان عامة فأمر -يحفظه الله- بفك قيد سجناء المال ليلم الشمل للمواطن وغير المواطن وحتى لا يستمرئ الآخر فعلته فقد كانت أوامره -وفقه الله- صريحة تقضي بأن يرحل غير السعودي بعد أن تنهى مسألته. أجزم أننا بحول الله على موعد غير بعيد في نهضة تنموية شاملة سيسطرها التاريخ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ومثلما كان تأسيس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود للوطن وتوحيد شتاته في فترة كانت من أقسى الفترات فإن تأسيس المرحلة الحالية الحرجة في منطقة متأزمة مليئة بالقلاقل والحروب وهوس الحرية المزعومة المدمرة تستلزم وجود حاكم عميق الفكر قوي الطرح ثاقب الرؤية وهي مزايا تشكلت منها شخصية والدنا سلمان بن عبدالعزيز مذ عرفناه.. فلخادم الحرمين الشريفين منا الدعاء بالتوفيق والسداد وللوطن البشرى بعهد متميز من العطاء والنمو يتطلب شكر النعمة وقوة اللحمة الوطنية التي تبعد عنا أي حاقد أو حاسد يسعى للنيل من وطننا أو مواطنينا.