أكد الملك سلمان الخير -يحفظه الله- في أول كلمة له بعد توليه الحكم أنه سيظل متمسكا بالنهج الذي سارت عليه الدولة السعودية منذ تأسيسها. وأردف بأنه سيظل متمسكا "بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله وعلى أيدي أبنائه من بعده رحمهم الله ولن نحيد عنه أبدا". وتعهد في كلمته بخدمة المملكة وحمايتها من أي أذى، كما دعا إلى تضامن الدول العربية والإسلامية قائلا "إن أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها"، مؤكدا بأن المملكة ستحرص على "كل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا. وفي يوم الخميس الماضي أسعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شعبه الكريم بحزمة كبيرة من الأوامر الملكية المباركة، والتي تصب في مصلحة البلد والمواطن على حد سواء، كما أن أوامر بهذه السرعة وبهذا التوقيت تعد مؤشرا لمرحلة جديدة لاستقطاب القيادات الوطنية الشابة التي يعتمد عليها بعد الله للنهوض بالوطن وبمنجزاته، ووضع الاستراتيجية الوطنية بعقول الشباب الواعين المدركين!! وحينما أعاد خادم الحرمين الشريفين تشكيل مجلس الوزراء كان هذا التشكيل الأكبر في تاريخ المملكة العربية السعودية، وكان على قدر كبير من العناية والدراية ليطعم المجلس بكوكبة من الوزراء ذوي الخبرة مطعمين بكوادر شابة تتلاقح معها خبرة الكبار وأفكار وأطروحات الشباب. كما أن اختيار عدد من القيادات الجديدة والمتمرسة كان أكبر دليل على وعي وإدراك خادم الحرمين الشريفين، وهذا لم يأتِ من فراغ فالبلد يحتاج إلى إعادة هيكلة في المناصب والقيادات التي تثري البلد بالفكر والعطاء، وتجعل منه بلدا غنيا بطاقات أبنائه وعطائهم. إن إلغاء عدد من المجالس ودمجها في مجلسين هما مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ودمج وزارة التعليم العالي مع وزارة التربية لتكون بمسمى وزارة التعليم يعد توحيدا للجهود المباركة، ونظرة ثاقبة تنظر بعين الفاحص في شمولية وعمق، مستبعدة التعددية في المناصب، وترشيد في الميزانيات المبعثرة لتكون في ميزانية واحدة ومركزة. وكان لأمر الملك سلمان -يحفظه الله- حينما منح راتب شهرين لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين وجميع الطلبة الحكوميين في الداخل والخارج، والمتقاعدين المنتسبين للمؤسسة العامة للتقاعد ونظام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ومستفيدي الضمان الاجتماعي والمعاقين لفتة كريمة ليفرح جميع شرائح المجتمع بكافة أطيافه، وكانت هذه الهبة شاملة للشعب الوفي الذي وقف مع قيادته في كل الظروف. وكان لدعم الأندية الأدبية والرياضية أكبر الأثر في نفوس المثقفين والرياضيين، فدعم الفكر كان مواكبا لدعم البدن، وكلاهما قد انصب عليه اهتمام ملكنا الكريم على حد سواء!! وكم كانت فرحة الشعب عارمة عندما سمعوا بهذه الهبات والاعطيات، فقد كانوا يلهجون بالدعاء في البيت وفي الشارع لخادم الحرمين الشريفين بأن يحفظه من كل مكروه، وأن يجعله لهم ذخرا، وهذا دليل على أن العلاقة بين الحكومة والشعب هنا في المملكة أزلية منذ القدم، وأن المحبة لا تصطنع، بل هي فطرة من الله سبحانه وتعالى!! أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا سلمان الخير وأن يلبسه ثياب الصحة والعافية، وأن يبقيه ذخرا للإسلام والمسلمين، وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وأن يحفظ هذا البلد وشعبه، ويكلأه بعنايته ورعايته، إنه سميع مجيب.