بصدور عدد خريف 2005 من مجلة الشعر المصرية الفصلية؛ تكون مهمة المشرف على تحريرها خيري شلبي قد انتهت تماماً بالنسبة لهذه المجلة الثقافية العريقة التي يصدرها اتحاد الإذاعة والتليفزيون في مصر، ويجري توزيعها في الوطن العربي وسائر أقطار العالم. وتنتظر مجلة «الشعر» ما سيسفر عنه قرار إبراهيم العقباوي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بشأن اختيار مسؤول جديد للإشراف على تحرير المجلة في المرحلة المقبلة، أو بإيقاف إصدارها مؤقتاً نتيجة ما تعانيه المجلة من مشكلات تمويلية. وكان الكاتب خيري شلبي؛ المشرف على تحرير مجلة «الشعر» منذ خمسة عشر عاماً؛ قد تقدم (بعد فراغه من إعداد عدد خريف 2005) باعتذار مكتوب إلى كل من أنس الفقي وزير الإعلام المصري وإبراهيم العقباوي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون يفيد بعدم استمراره في عمله كمشرف على المجلة في الفترة المقبلة. وذكر خيري شلبي أن اعتذاره يأتي بهدف إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة للإشراف على مجلة الشعر، وقال إنه لم يعد لديه الوقت أو الطاقة الكافيان لتحمّل أعباء إصدار المجلة، خصوصاً في ظل ضعف الدعم المادي لها، وعدم وجود مساعدين له في هيئة تحريرها. ويُشار إلى أن خيري شلبي تولى الإشراف على مجلة «الشعر» في عام 1990 خلفاً للراحل فتحي سعيد، وقد تولى عبده بدوي الإشراف على المجلة في بدايتها، وبعده محمد مهران السيد لفترة مؤقتة، ثم فتحي سعيد. وتعد «الشعر» هي المجلة المصرية الوحيدة المتخصصة في فن العربية الأول (الشعر)، ويمتد توزيعها إلى سائر الأقطار العربية، وتنشر قصائد ودراسات نقدية وأكاديمية لمبدعين وكتّاب من أجيال مختلفة. وقد تولت المجلة خلال السنوات الماضية تقديم عدد كبير من الشعراء المصريين والعرب ممن صاروا بعد ذلك في صدارة المشهد الشعري المصري والعربي. وللكاتب الروائي خيري شلبي علاقة وثيقة بالشعر منذ بداية رحلته في عالم الإبداع؛ خصوصاً بعد تعرفه الشخصي على الشاعر الكبير الراحل فؤاد حداد. وقد تنوعت كتابات خيري شلبي الشعرية آنذاك بين كونها بالعربية الفصحى، وبين كونها بالعامية الدارجة. وبعد تكرار محاولاته الشعرية، قرر الاتجاه إلى عالم أكثر رحابة على حد تعبيره هو كتابة القصة ثم الرواية، على أنه احتفظ بقصائد كثيرة من قصائد تلك المرحلة المبكرة من حياته، بل وضمّن هذه القصائد في قصص وروايات له فيما بعد وبدون أي تغيير في صياغتها، ومن الأمثلة على ذلك بعض قصص مجموعة «السنيورة»، ومنها: موال الزمن القديم، أنشودة الكورس الحزين، أغنية للقمر الغائب، عندما يورق الموت..، وغيرها. ومن بين أبيات (أو سطور) قصيدة (أو قصة) «عندما يورق الموت«: «انفض الليل انسحبت ظلمته من بطن الكون وحطت في صحن الدار والنسوة أشباح بقع من طين أسود، محفوف بالزرقة كلمات تتساقط في لوعة تتناثر، تتكاثر، تتلوى في ذعر، وتصوّت في سمع الصبح». ويعد خيري شلبي أحد كتاب الرواية والقصة البارزين من جيل الوسط في مصر، ومن أعماله: «اللعب خارج الحلبة»، «الأوباش»، «رحلات الطرشجي الحلوجي»، «الشطار»، «الوتد»، «فرعان من الصبار»،«أولنا ولد»، «موال البيات والنوم»، «وكالة عطية»، «ثانينا الكومي»، «موت عباءة»، «لحس العتب»، «ثالثنا الورق»، «صهاريج اللؤلؤ»، «صالح هيصة»، وغيرها، فضلاً عن كتابته لعشرات الدراسات والمقالات والسيناريوهات للتليفزيون والإذاعة والسينما. وقد حصل شلبي على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الروائي، وجائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية، وتم تكريمه في معرض القاهرة الدولي للكتاب.