لقد فقدنا ملكاً رجلاً اسمه عانق القلوب قبل الألسنة وعانق الفخر والمجد ولقد فقدنا رجلاً امتلأ قلبه بالإيمان وطاعة الرحمن وتقدير الإنسان وبذل البر والإحسان. كم نحن مجروحون لفقد الملك الإنسان ملك الإنسانية ملك سكن القلوب وعم خيره الورى بكيناه يوم أن أصبح تحت الثرى فقد علا بفضائله وارتقى فبرحيل خادم الحرمين الملك عبدالله فقدنا كنوزاً إنسانية بلغت المدى. وعد علينا لن ننساك ماحيينا ولن نبخل عليك بدعائنا والكل يتذكر قولك الخالد (لا تنسوني من دعائكم) فرحماك ربي بعبدك المحسن وجازه عنا خير الجزاء فكم كان رحيماً بالفقراء ولا ننسى جميعاً دموعه الرحيمة وكم كان معنا بالسراء والضراء وكم كان مجلاً للعلماء فلقد كان لوطنه وشعبه جنة خضراء ووردة فاح شذاها كل الأنحاء وسراجاً أنار دروب الشعب والمسلمين كافة في كل الأرجاء. ملكنا عبدالله نجمك الساطع قد غاب فلا إياب وقد تلاقت العيون في حيرة وشريط الذاكرة فتح وفتح معه بحر من الذكريات يتحدث عن سيل من الإنجازات. يامن نعمت بحب البشرية كم كانت يدك ندية وطلعتك بهية وأخلاقك غنية ياملك الإنسانية الكل يقدر لك الحكمة والعقلانية وسعيك في الجوانب الخيرية وخيراتك عمت البشرية أوامر علاجية بفصل التوائم السيامية وزيادة في الرواتب للوظائف الحكومية والضمان والشؤون الاجتماعية...وغيرها لا تخفى فهي جلية فرحماك بخادم البيتين يارب البرية وستظل الأجيال تحفظ لفقيدنا السيرة العطرة الزكية. الدموع الخفية طفحت على الخدين لتغسل وهج الأحزان وتذيب وحشة الفراق هي لحظات الفراق نواسي فيها أنفسنا جميعاً بفقد حبيب الشعب طيب القلب. وهاهو قلمي قد أخذ على عاتقه حمل أمانة الكلمة الصادقة وهاهو ذا يرثي الملك المحبوب وها هو قلمي يكتب ويسطر محبتي الصافية ومشاعري الجياشة التي لا تصدأ فبعد الغياب لطالما يحط الفكر رحاله ليتذكر من كان لنا بالأمس ملكاً. رحم الله ملكنا الغالي فكم أفنى أيامه والليالي ساهراً لأجل شعبه ونيل المعالي في كد وشغل لخدمة دينه ووطنه الغالي. نحن نعلن أنه لا أحد مخلداً ولكن موت العظام من الرجال من عظيم المصاب ولقد نعى الوطن ملكاً رجلاً شهماً كريماً رحيماً مؤمناً مقداماً محارباً للفساد معينا بتوفيق الله للعباد.