منذ توحيد البلاد على يدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله تعالى وحتى هذا العهد الزاهر وعجلة التنمية والتطور والبناء لم تتوقف على مدار تلك العقود الماضية من تاريخ المملكة. وبالأمس فقد الوطن واحداً من رجالات التاريخ والسياسة والقيادة. فقد الوطن رجلاً محباً لشعبه وأمته ودينه. فقد الوطن قامة شامخة وشخصية متواضعة وحكيماً للعرب. فقد الوطن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رائد الإصلاح في بلادنا وقائد نهضة شاملة متكاملة في كثير من المجالات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فأصبحت المملكة في عهده يرحمه الله واحدةً من دول منظومة العشرين العالمية وهي مكانة كبيرة صنع كيانها حبيب الشعب الراحل عبدالله بن عبدالعزيز . لن توفيه الكلمات ما يستحقه بعد رحيله ولن تستطيع الوسائل الحديثة الإعلامية أن توجز ما تحقق من إنجازات في عهده. لكننا وبكل أمانة وصدق وإخلاص سنذكره ما بقينا وستذكره أجيالنا التى فتح لها مجال الابتعاث للدراسة في الخارج فأوفد أكثر من ( 250) مئتين وخمسين ألف طالب وطالبة ليعودوا بعد تعليمهم للمساهمة في صرح هذا الوطن وعماداً يعتز به لمستقبل الجيل القادم وسيذكر هذا الجيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز غفر الله له بكل حب وامتنان وسيبقيى هذا في قلوب شعبه وذاكرتهم ولن ينساها التاريخ ليسطرها بأحرف ذهبية في تخليد ذكراه -وإنجازاته وعطاءاته يرحمه الله ولأن المسيرة التي اعتادت عليها بلادنا المملكة العربية السعودية لن تتوقف والبناء سيستمر والعطاء لن ينقص فكانت مبايعة الأسرة الحاكمة والشعب السعودي الكريم وخير خلف لخير سلف في أجواء من التقارب والتآلف والمودة وبصورة طبيعية لنا نحن في المملكة لكنها من صور الإعجاز السياسي في العالم وانتقلت المهام وتقلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله قيادة البلاد بعد خبر رحيل حبيب شعبه عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله سلمان الانسان وسلمان القائد وسلمان الملك وخادم الحرمين الشريفين وعلى مدى معايشته ملوك هذه البلاد وهو المرجع التاريخي والعضد الأيمن لإخوانه ملوك البلاد وحكامها ولن ينسى الوطن وقفاته في العقود الثلاثة الماضية مع الراحلين فهد بن عبدالعزيز وعبدالله بن عبدالعزيز رحمهما الله تعالى وهو القريب جداً من هموم بلاده وأهله وشعبه منذ كان أميراً لمنطقة الرياض وحتى تسلمه وقيادته للوطن. لقد أثبت الملك سلمان يحفظه الله تعالى أن القيادة مسؤولية ورغم الفاجعة والألم برحيل شقيقه الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلا أنه يحمل الواجب ويضعه أمام اتخاذ عدة قرارات بتعيين ولي للعهد وولي لولي العهد، كانت الثقة كبيرة في سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد وهو صاحب الخبرة العالية منذ التحاقه بالقوات الجوية العسكرية طياراً وعسكرياً متمرساً ثم تعيينه أميراً لمنطقة حائل ثم أميراً لمنطقة المدينةالمنورة ورئيساً للاستخبارات العامة فولياً لولي العهد وأصبح ولياً للعهد ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ثم جاءت قرارات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتعيين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وهو الجدير بهذه المهام وتحمله كافة الملفات الأمنية والحفاظ على مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي وهو الملازم لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ومستشاره الخاص إنها حقبة تاريخية مهمة سيحفظ التاريخ مرحلتها بكل تفاصيلها وسيكون المواطن في عيون وقلوب قيادتنا الرشيدة اللهم احفظ بلادنا وشعبنا من كل سوء ومكروه واكتب لهذا الوطن استمرار أمنه واستقراره. *مدير عام الجوازات