يعدّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- رجل علم وثقافة إضافة لكونه رجل فكرٍ ودولة، فهو قريب من العلماء والمثقفين داعم لهم، ومدرك لدورهم في التنمية الفكرية والأبعاد الحضارية للمجتمع فالملك سلمان -يحفظه الله- رئيس لمجلس إدارة "دارة الملك عبدالعزيز" وهي المعنية دائماً بتحقيق الكتب التي تخدم تاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية، كما تعمل دائماً على إعداد بحوث ودراسات ومحاضرات عن المملكة مع المحافظة على مصادر تاريخها وجمعه، وإنشاء مكتبة تضم كل ما يخدم أغراض الدارة وبما يخدم الباحثين والباحثات، وقبيل مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية بأيام قليلة كان الملك سلمان -يحفظه الله- وهو الرئيس الفخري ل«مؤسسة حمد الجاسر الثقافية الخيرية»، يستقبل أمين عام المؤسسة ويؤكد من خلال استقباله له اهتمام الدولة ورعايتها لأصحاب الفكر والرأي، ثم ينوّه بدورهم الكبير في تنمية الحركة الثقافية وازدهارها.. ورئاسته الفخرية لهذه المؤسسة ليست إلا امتدادًا لمسيرة طويلة من الدعم للثقافة والمثقفين فهو مؤمن بدور المثقف الفاعل المؤثر في المجتمع متى ما أحسن استغلال أدواته.. وفي كتاب ثمين من إصدار دارة الملك عبدالعزيز جمعت فيه خطابات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تحت مسمى (صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - خطب وكلمات) يقدّم لنا مقولات خالدة ورافدة للمسيرة الثقافية والتنموية بشكل عام ففي حفل أقامته صحيفة الرياض بمناسبة توزيع جوائزها في عام 1998م تحت رعايته الكريمة وقف ليقول: "الثقافة ملك للإنسان نفسه، لكنه أيضا يستطيع أن يخدم مجتمعه بوساطة ثقافته إذا أحسن تقديمها" وأضاف يومها "يجب أن تقدم وسائل الإعلام -والصحف جزء منها- ما يغني نفس الإنسان ويثري معلوماته" وفي كلمة أخرى له في حفل المؤتمر السنوي الثالث لجمعية المكتبات والمعلومات السعودية في العام 2003م قال: "إن الاهتمام بالأمر الثقافي لهو جدير بأن نسهم فيه جميعا كل بمجهوده بما يستطيع" وفي حفل افتتاح الملتقى الثقافي الأول للمثقفين السعوديين في الرياض في العام 2004م قال جلالته حفظه الله: "إن الثقافة العربية الإسلامية تأثرت ونقلت الثقافة الإغريقية والرومانية وكانت أوروبا في ذلك الوقت لا ينظر إليها كما ينظر لها الآن وقد انصهرت هذه الثقافات وبدأت مع الأندلس، وكل منكم يقرأ ويعرف تأثير هذه الثقافة في العالم.. نحن كبشر نؤثر ونتأثر لذلك يجب أن يكون في ذهن الجميع أننا لسنا في غنى عن الثقافة..) والملك سلمان -حفظه الله- ظلّ حاضرا ومتفاعلا مع الحراك الثقافي حد اطلاعه على تقارير الأندية الأدبية وفعالياتها ومن ثم توجيه خطابات وملاحظات عليها فهاهو -حفظه الله- يبعث بخطاب شكر لإدارة نادي الرياض الأدبي في أحد مواسمه وذلك بعد اطلاعه على تقرير النادي وفعالياته برغم مشاغله المتعددة والمتنوعة، وقبل هذا وبعده يمتلك خادم الحرمين الشريفين رؤية واسعة واطلاع كبير يمكّنانه من إدارة الحوار تبعاً لمحاوره فهو مثقّف مطّلع على الكثير من القضايا الثقافية والإعلامية فضلا عن إسهاماته الكبيرة ودعمه المتنامي والمستمر لمكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبدالعزيز اللتين تقومان بمهام ثقافية جليلة في حفظ التراث وتوثيق التاريخ للمملكة، ورصد منجزاتها التاريخية والثقافية والحضارية.. ولاشك أن المثقف السعودي على موعدٍ دائما مع رجل علم وثقافة واهتمام لاينقطع بشؤونه وشجونه معا.. خادم الحرمين يترأس اجتماع مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز