ثمن عدد من المثقفين ما طرحه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض من رؤى وأفكار لدى لقائه المثقفين والأدباء ضيوف معرض الرياض الدولي للكتاب أمس الأول، مشيرين إلى أنها تجسد المنهجية الثقافية للمملكة، والتي تدعو للتواصل والحوار والانفتاح على الآخر. وأوضحوا ل «عكاظ» أن المملكة تؤكد اهتمامها بأصحاب الفكر والرأي والثقافة، فهي تحتفل بهم في كل المناسبات، مشيرين إلى حرصها على أن ينال أبناؤها قسطا كبيرا من الثقافة المتنوعة والفكر المتصل مع الآخر، بما يخدم الوطن والأمة، لتصبح الثقافة للمجتمع بأكلمه. ولفت عضو مجلس الشورى والأمين العام لجمعية التاريخ والآثار في دول الخليج العربي الدكتور أحمد الزيلعي، إلى أن المضامين التي حملتها كلمة الأمير سلمان جاءت من رجل الثقافة والمعرفة والتاريخ والتراث، مشيرا إلى أنها خرجت من متابع دقيق للحراك الثقافي ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى العالم العربي. وأضاف «الكلمة تدل على أن ثقافتنا وتراثنا والوعي بها ونشرها في مأمن، فالمملكة وولاة أمرها معروفة بانفتاحها على الآخر»، موضحا أن المملكة فتحت أبوابها للعلماء والمفكرين والمثقفين العرب. وتابع الزيلعي «أنها استفادت كثيرا من العقول التي استقطبتها، وكان لها الفضل بعد الله في النهضة العلمية والثقافية التي تشهدها المملكة»، مبينا أن أبناء الملك عبدالعزيز ساروا على نهج والدهم مهتمين بالعلم والعلماء، وما نراه اليوم في عهد الملك عبدالله من فتوحات معرفية وثقافية في شتى المجالات يعد امتدادا لنهج الملك المؤسس، وشدد الزيلعي على أن معرض الكتاب الدولي هو أحد ثمرات هذا الاهتمام، مؤكدا أن كلمة الأمير سلمان دليل على نجاح هذه الواجهة الحضارية المعرفية للمملكة، وتمنى الزيلعي أن يستمر الدعم والاهتمام بمعارض الكتاب لما فيها من فائدة للمجتمع. واعتبر الأديب والناقد الدكتور محمد الربيع أن «كلمة الأمير سلمان جاءت في الزمان والمكان المناسب، وهو الأمير المثقف الذي يدرك أهمية الثقافة في حياة الأمم والشعوب، فكانت كلمة تعبر عن اعتزازه بالمثقفين وتقديره لهم». وزاد الربيع «الذين يعرفون الأمير سلمان يعرفون اهتمامه بالكتاب وسعة اطلاعه، وخاصة الكتب التي تعنى بتاريخ المملكة بالمفهوم الشامل، سواء كان تاريخيا أو ثقافيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا». وأفاد الربيع أن الأمير سلمان نصير المثقفين، معتبرا أن الجوائز والمنح التي يقدمها للدراسات المتعلقة بتاريخ الجزيرة دليل على وعيه بأهمية الكتاب والمعرفة والدراسات والبحوث في تقدم المملكة وازدهارها. مدير عام الأندية الأدبية في وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الأفندي، رأى أن الأمير سلمان كرر أمام المثقفين نهج المملكة في دعم التعلم والتعليم، وحرص المملكة على أن ينال أبناؤها وبناتها الشهادات العليا التي تمكنهم من العطاء الذي تحتاجه المملكة في كافة المجالات، وأشار الأفندي إلى أن المملكة تبوأت مكانة عربية ودولية مرموقة في العديد من المجالات، مبينا أن الثقافة بحاجة إلى مواكبة ما وصلت إليه المملكة من ذلك الدعم والازدهار. وخلص الأفندي للقول «إن الأندية الأدبية ورؤساءها وأعضاءها تتوجه بالشكر والتقدير للأمير سلمان على لقائه بالمثقفين، وهي عادة دائمة له، حيث يلتقي بالمثقفين ويتحدث إليهم في شؤون الأدب والفكر، ولقد حظي الأدباء والمثقفون بالاهتمام والتقدير الدائمين، ونرجو أن تتكرر مثل هذه اللقاءات في مثل هذا العرس الثقافي من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب، وهذا يوضح اهتمام الدولة بالأدباء والمثقفين». عميد كلية اللغة العربية في جامعة أم القرى الدكتور صالح الزهراني، قال إن كلمة الأمير سلمان للمثقفين تؤكد أن قيادتنا واعية، وتدرك أن العالم اليوم عالم مفتوح، وهي كلمة تجسد هذا الطموح الواعي الذي نتطلع إليه بصفتنا مثقفين ونحرص على تحقيقه في جميع مجالاتنا الثقافية. ودعا الزهراني وزارة الثقافة والإعلام إلى إقامة المعرض في جدة، «لأن المملكة قارة واسعة وبحاجة إلى أن تصبح هذه الثقافة ثقافة مجتمع، ويكون المعرض في مدينتين على الأقل في المملكة، فنحن إذا نظرنا إلى دولة مثل الإمارات لديها ثلاثة معارض للكتاب في دبي وأبوظبي والشارقة، والإمارات لا تعادل من حيث المساحة بعض المناطق في المملكة، لذلك نحن كمثقفين بحاجة ضرورية لأكثر من معرض». الكاتبة الصحافية منى المالكي، تؤكد أن كلمة الأمير سلمان ضوء أخضر لمن أراد أن يعمل بإخلاص وثقة وصدق للثقافة، بعيدا عن الذاتية والعمل الفردي لرسم مستقبل الثقافة السعودية بشكل جدي. وقالت المالكي «لا بد أن نعي أن هناك من يحتفل بالمثقفات والمثقفين، والثقافة السعودية الآن بدأت عملية فرز، ونحن نعيش لحظة الفرز ما بين المثقف الحقيقي الذي يحمل هم مشروع حقيقي وبين المدعي الذي يرى في الثقافة واجهة اجتماعية ومصالح ذاتية». وطالبت المالكي أن يبقى معرض الرياض الدولي للكتاب كما هو رمز، يقام في الأول من مارس، وذلك كما هو موجود في غالبية الدول العربية، مشيرة إلى ضرورة وجود معارض أخرى للكتاب في جدة والشرقية، لأن بلدنا قارة كبيرة. وفي سياق متصل، يوضح عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الدكتور محمود زيني أن كلمة الأمير سلمان نصر مؤزر لكل من حاول النيل من معرض الكتاب وإفشاله، مشيرا إلى أن الكلمة حملت مضامين مهمة وهي تأتي في سياق سياسة المملكة التي تسعى للانفتاح والحوار مع الآخر التي دعا إليها وكرسها خادم الحرمين الشريفين. وبين زيني أن معرض الكتاب لم يعد معرضا محليا، بل تحول لمعرض عالمي باستقطابه لدور النشر من جميع أنحاء الوطن العربي والعالم، مشددا على أن المجتمع لا يمكن أن يتقدم إلا بالاطلاع على تجارب الآخرين وتوسيع المدارك بالقراءة، وأضاف «إلى أن معرض الكتاب سيوفر أرضية الاطلاع والمعرفة التي نريد».