بفوزين متواليين على البحرين ثم قطر، وقبل المواجهة الأخيرة –اليوم- أمام الإمارات لتحديد متصدر المجموعة الثالثة من بطولة أمم آسيا المقامة حاليا في أستراليا، أنعشت إيران بتأهلها لدور ال 8 من البطولة، حلم استعادة أمجادها مطلع سبعينات القرن الماضي بحصد لقب كأس آسيا لكرة القدم ثلاث مرات، حين عاشت كرة القدم الإيرانية فترة ذهبية في الستينات والسبعينات، توجت بثلاثة ألقاب متتالية أعوام 1968 و1972 و1976. وتراجع مستوى منتخب إيران كثيرا عقب ذلك وعبثا حاول فرض ذاته كأحد المنتخبات الرئيسة في القارة الآسيوية، إذ فشل في إحراز اللقب القاري مجدداً أو حتى في الوصول للمباراة النهائية في المسابقة، التي يحمل الرقم القياسي بالمشاركة فيها ب 12 مرة. وتعول الكرة الإيرانية كثيرا على المدرب الحماسي البرتغالي كارلوس كيروش، الذي قاد المنتخب الإيراني في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، والتي شهدت الظهور الرابع للفريق في المونديال، ولكن خبرة كيروش لم تفلح في العبور بالفريق إلى الأدوار الفاصلة للمرة الأولى في البطولة العالمية، وإن قدم الفريق عرضا جيدا في مباراته أمام المنتخب الأرجنتيني وخسر بهدف في الوقت القاتل. ووصف كيروش الذي قاد المنتخب البرتغالي للدور الثاني (دور الستة عشر) في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ، وصول المنتخب الإيراني إلى مونديال 2014 بأنه "نجاح مثير"، ولكن المدرب السابق لريال مدريد الأسباني فشل في الخطوة التالية وأخفق في العبور للأدوار الفاصلة في المونديال. وبعدما غاب المنتخب الإيراني عن نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، تولى كيروش 61 عاما المسؤولية، وكان عليه اتخاذ بعض القرارات التي لم تحظ بالرضا الشعبي. وقال كيروش "لم يكن الأمر سهلا ولكن الرسالة واضحة، أحتاج للاعبين الذين يخدمون الفريق وليس العكس". وأقدم كيروش على المرحلة الانتقالية بدون نجوم فعليين في ظل اعتزال المخضرمين علي كريمي ومهدي مهداوي. ورغم ما عاناه كيروش لاكتساب ثقة الجماهير الإيرانية به، كان مهددا بألا يكون مدربا للفريق في كأس آسيا 2015 بأستراليا، بسبب خروج المنتخب الإيراني من الدور الأول للمونديال البرازيلي. ولكن المشاكل التي واجهها الفريق قبل المشاركة في المونديال البرازيلي واستمرت بعدها، ربما خففت من إحساس البعض بفشل هذا المدرب، ومنحته الفرصة لقيادة الفريق في البطولة القارية التي يستطيع من خلالها تحقيق بعض النجاح . تجدر الإشارة إلى أن أبرز إنجازات كيروش في عالم التدريب كانت الفوز بلقب بطولة كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) مع المنتخب البرتغالي في عامي 1989 و1991 . وتولى كيروش تدريب المنتخب البرتغالي مرتين كانت الأولى من 1991 إلى 1993 ولم يحقق مع الفريق ما يستحق ذكره وكانت الثانية من 2008 إلى 2010 وأخفى فوزه الكبير 7/صفر على كوريا الشمالية في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا المشاكل، ونقاط الضعف العديدة التي يعاني منها الفريق وقتها، وخروجه من دور الستة عشر أمام أسبانيا، رغم وجود النجم الكبير كريستيانو رونالدو ضمن صفوف الفريق. كما سبق لكيروش أن تولى تدريب مانشستر يونايتد الإنجليزي (كمدرب مساعد) وريال مدريد الأسباني، ومنتخبي الإمارات وجنوب أفريقيا، لكنه لم يترك بصمة حقيقية مع أي من هذه الفرق. وبعد ضمان منتخبه التأهل للدور المقبل من نهائيات أمم آسيا أكد البرتغالي كيروش بقوله: "الفوز على المنتخب القطري جاء صعبا وبعد مباراة قوية مثلما توقعت تماما منتخب إيران تأهل بصعوبة إلى ربع نهائي بطولة أمم أسيا". وعن المباراة المقبلة أمام المنتخب الإماراتي قال كيروش "علينا أولا أن نراجع موقف اللاعبين من الإصابات، لكننا لن نلعب أمام المنتخب الإماراتي بهدف تجنب مواجهة المنتخب الياباني أو شيء من ذلك، سنلعب مباراة طبيعية جدا وسنسعى لتحقيق الفوز، مثلما فعلنا أمام المنتخب القطري".