أعلنت جماعة الحوثي المسلحة مساء امس مسؤوليتها عن اختطاف مدير مكتب الرئيس اليمني أحمد عوض بن مبارك، وقال بيان ل"اللجان الشعبية" إن توقيفه كان خطوة اضطرارية لقطع الطريق أمام أي محاولة انقلاب على اتفاق السلم والشراكة. وهدد الحوثيون في بيانهم ب"أن هناك سلسلة إجراءات خاصة ستقوم بها اللجان الشعبية ضد قوى الفساد، وعلى الرئيس هادي أن يدرك حساسية الوضع حتى لا يكون مظلة لقوى الفساد والإجرام". وقال البيان "نجد اليوم تلك القوى وللأسف الشديد لم تغادر بعد عقلية نظام الاستبداد القائم على الفساد المالي والإداري، واستخدام المجرمين أدوات في مواجهة الآخرين، والتهرب عن المسؤولية، وعدم الوفاء بأي التزامات". وأضاف البيان إن أطرافاً سياسية واجتماعية سعت إلى تمرير مسودة للدستور ارتكبت فيها مخالفات، ومنها أنها مخالفة لمخرجات الحوار الوطني، كما أنها تبنت رؤية أحادية للدستور إرضاء للخارج ضمن مشروع يهدف إلى تفكيك البلاد. وكان مسلحون حوثيون اختطفوا أحمد عوض بن مبارك صباح أمس عقب توجهه إلى مكان انعقاد هيئة الرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار التي انسحب فيها ممثلو جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر اليمني. وقال مصدر مقرب من الرئاسه ل"الرياض" ان الحوثيين استحدثوا نقطة لهم بالقرب من مكتب الامانه العامة للحوار وأوقفوا أحمد عوض بن مبارك وهو في طريقه إلى دار الرئاسة ونقلته إلى مكان مجهول مع ثلاثة من مرافقيه. وأشارت المصادر الى أن بعض الخاطفين يرتدون زياً عسكرياً والبعض الاخر زياً مدنياً. ويشغل بن مبارك منصب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني ولجنة صياغة الدستور، وسبق أن رفض الحوثيون بشدة قراراً بتكليفه بتشكيل الحكومة واجبروا هادي على ترشيح خالد بحاح بدلا عن بن مبارك. وربطت بعض المصادر السياسية بين استقالة مستشار رئيس الجمهورية عن جماعة الحوثي صالح الصماد وبين حادثة اختطاف بن مبارك، إذ كان الصماد أعلن براءته من أي أحداث تعقب استقالته وأنه لن يتدخل في حل أي اشكالات بين جماعته والرئاسه تتعلق بفرض الشراكة أو منعها. ويرى مراقبون أن الحوثيين باتوا يسيطرون بشكل شبه كامل على مفاصل الدولة في العاصمة صنعاء وانهم سيقومون بخطف كل من يقف ضدهم. اذ سبق ان نفذوا سلسلة اقتحامات لمنازل قيادات في حزب الاصلاح وكذا اختطاف وكيل جهاز الامن السياسي الاسبق اللواء يحيى المراني والذي اطلق سراحه بعد تدخلات ووساطه خارجية.