يدخل السوق العقاري في مناطق النمو النوعي في المملكة مرحلة مهمة خلال المرحلة المقبلة؛ مع إشهار جملة من مشاريع التطوير العقارية الكبرى في مكةالمكرمة، والاستعداد لطرح أخرى في قطاع الإيواء والفنادق. وتعتبر مكةالمكرمة واحدة من أهم واجهات الاستثمار على مستوى العالم، كونها تتميز بخصوصية الاستثمار الذي يقتصر على السعوديين، وخصوصية التملك الذي يقتصر على السعوديين أيضا.. وعززت هذه المعطيات من أهمية احترافية التطوير العقاري في المنطقة، والتوسع فيه. وقال الدكتور عبدالله بن حمد المشعل المستثمر العقاري في قطاع التطوير الفندقي في مكة: ندرك جيداً أن المرحلة المقبلة سوف تشهد نضجاً أكبر يتناسب مع واقع ماتشهده العاصمة المقدسة من مشاريع ضخمة سواء في توسهة الحرم المكي الشريف والمنطقة المركزية؛ أو في مشاريع النقل العام وتوسعة المشاعر المقدسة. ويبلغ حجم الاستثمارات الفندقية في العاصمة المقدسة والتي تمثل العائدات المالية ل450 فندقا مصنفا تبلغ نحو 1.8 مليار ريال سنويا، باستثناء العمائر السكنية والفنادق التي لم تحصل بعد على شهادات التصنيف المعتمدة من الهيئة العليا للسياحة. ورجح متعاملون في قطاع الإيواء وصول حجم الاستثمارات الفندقية في العاصمة المقدسة إلى نحو 500 مليار ريال خلال العام الحالي 2015، وهو رقم مرشح للزيادة في ظل عدد الأبراج والفنادق التي يجري العمل على إنشائها في المناطق المركزية وخارجها. د. عبدالله المشعل وتعد مكةالمكرمة من أفضل الأماكن العالمية في حجم الاستثمارات، بحكم موقعها الاستراتيجي والمتفرد، والذي يتمتع بقدرة استثنائية في تقديم الخدمات ضمن مساحات جغرافية ضيقة، حيث يتم توافد أعداد مليونية في كل مواسم العمرة والحج، ونمو هذه الأعداد يتطلب زيادة في عدد الفنادق مستقبلا. كما تعد العاصمة المقدسة من أهم المدن العالمية في استقطاب وتصدير الثقافات الفندقية التي تمتلكها، كونها تشهد تدفقا كبيرا من رجال الأعمال والمستثمرين المهتمين في مجال التطوير العقاري خصوصا في المنطقة المركزية. ونجح القطاع العقاري السكني في قيادة السوق العقارية في الدورات الاقتصادية والاستثمارية كافة، في الوقت الذي تستحوذ فيه العقارات السكنية على التركيز والزخم الاستثماري لدى دول المنطقة. وبات واضحاً أن دورة الانتعاش المسجلة حالياً لدى السوق العقارية سببها المشاريع السكنية على مستوى الشقق السكنية والفلل على اختلاف أحجامها ومواقعها. وعلى الرغم من ان ثقافة الفندقة في العالم العربي ما زالت ضعيفة، ولم ترق إلى المستوى المأمول، بحسب مستثمرين عقاريين، إلا أن هذا الارتقاء لن يتولد بين عشية وضحاها، بل هو امتداد لخبرات وتراكم سنين، وهو ما خلق بهذه الأطر الاستراتيجية خطوة واحدة نحو خلق رؤية تبلورت فيما بعد بالعلامة التجارية التي حولت كثيرا من المسارات الثقافية الفندقية، مؤكدين أن وجود الرؤية هو أمر حاسم ومهم في بناء الثقافة الفندقية التي تبنى عليها كثير من المفاهيم الثقافية. وتعكس السوق العقارية السكنية حالة التباين في المنطقة، حيث يتركز الاهتمام الحكومي في السعودية على خطط الرعاية الاجتماعية التي ستؤدي إلى ضخ مزيد من الوحدات السكنية، فيما سيعمل الحراك المالي والاستثمار وقوانين الرهن والتراخيص الجديدة التي تمنح لقنوات التمويل المتخصصة على نمو السوق. من جهتهم، أوضح متخصصون في مجال الفندقة والسياحة، أن مكةالمكرمة تقود مدن العالم من حيث التوسع الفندقي، حيث يرتفع عدد الفنادق بما يعادل 15 في المائة سنويا. وقدر خبراء عالميون أن العاصمة المقدسة ستكسر حاجز 1200 فندق بحلول عام 2020.