كان للمملكة العربية السعودية ممثلة في حكومة خادم الحرمين الشريفين ولا زال دورها الفاعل والمؤثر في محاربة الإرهاب والتصدي له وتجفيف منابعه، والقضاء عليه، منعا لآثاره المدمرة على استقرار وأمن الشعوب. فقد كان لها دورها الدولي الكبير في مكافحة هذه الآفة التي استشرت عالمياً من خلال مشاركتها في المؤتمرات العربية والدولية الساعية إلى القضاء على هذه الظاهرة التي تفتك بالبلاد وتهلك العباد. فقد وقّعت المملكة العديد من الاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب كما التزمت بتنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن في هذا الشأن، وصادقت على جملة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات العلاقة منها الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب عام 1998، ومعاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب عام 2000م حيث كانت أول دولة توقع على هذه المعاهدة، واتفاقية مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمكافحة الإرهاب، وكان المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعت إليه المملكة وعقد بمدينة الرياض في فبراير 2005 أحد أبرز جهودها في مكافحة هذه الظاهرة الغريبة والدخيلة على قيم ديننا ومجتمعنا. كما لا ينسى العالم دعوة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب ودعم المركز بمبلغ مئة مليون دولار لتفعيل دوره. وعلى الصعيد المحلي كان للضربات الاستباقية القوية لأجهزة الأمن السعودي دورها الكبير في القضاء على خلايا إرهابية كانت تستهدف أمن بلادنا الداخلي والعبث بمنشآته وسفك دماء أبنائه الأبرياء وترويع الآمنين، مما حمى مجتمعنا من وبالهم ومخططاتهم الإرهابية، وكان الهجوم الإرهابي الداعشي الذي شنته عناصر إرهابية واستهدف إحدى دوريات حرس الحدود بمركز سويف الحدودي التابع لقطاع (جديدة عرعر) التابع لقيادة حرس الحدود الشمالية فجر يوم الاثنين 14/3/1436ه ، آخر تلك الهجمات الإرهابية والتي تصدى لها رجال أمننا البواسل بكل شجاعة وحكمة محبطين محاولة الخوارج في التسلل إلى حمى الوطن، مما تسبب في استشهاد ثلاثة من رجال الأمن، أسود الوطن الأبطال المدافعين عن وطنهم ودينهم خلال تلك المواجهة الغادرة، تقبلهم الله مع الصديقين والشهداء، وليعلم هؤلاء الشرذمة أننا وأبناؤنا درعا للوطن دون أمنه واستقراره وحدوده وحماة له من غدر أي فئة باغية ضالة مضلة تريد النيل من وحدته وأمنه ومكتسباته. وقد جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله وشفاه وأسبغ عليه لباس العافية- لمجلس الشورى ضافية وافية والتي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في افتتاحه لأعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، والتي تحدث فيها عن محاربة المملكة ومكافحتها لداء الارهاب على الصعيدين الداخلي والخارجي مؤكدا - حفظه الله - على مقدرة الدولة على تحقيق الأمن والرخاء للمواطن ومواصلة مسيرة التنمية بنجاح رغم ما يحيط بها من عواصف وقلاقل كان الإرهاب أخطرها. حفظ الله ولاة أمورنا وحمى بلادنا من عبث الغادرين الحاقدين وكيد الكائدين وشرور المعتدين، نسأل الله الأمن والاستقرار لبلادنا وسائر بلاد المسلمين..