الأرق واضطرابات النوم أقدم مشكلة ذهنية وعصبية في التاريخ .. أنا شخصيا مصاب به (وبسببه) لا يكاد يوجد شيء منتظم في حياتي سوى كتابة مقال في اليوم.. ومؤخرا انتهيت من قراءة الكتاب رقم 29 عن النوم بعنوان "قل ليلة سعيدة للأرق" من تأليف طبيب في جامعة هارفارد يدعى جريج جاكوبزSay Good Night to Insomnia .. وكما توقعت لم أستفد من الكتاب كثيرا كون معظم هذه الكتب تتضمن نصائح جميلة ولكن غير عملية (على الأقل بالنسبة لي مثل محاولة القراءة قبل النوم).. ما أكسبه فعلا بعد كل كتاب هو المزيد من المعلومات المفيدة عن النوم ذاته.. معلومات متفرقة أضع تحتها خطا أردت اليوم مشاركتكم ببعضها مثل: حين تكون متعبا يفترض أن تدخل في النوم بعد ما بين 10 الى15 دقيقة.. أكثر من ذلك لعدة ليال متتالية يعني أنك مصاب بالأرق أو اضطرابات النوم (وهناك فرق بالمناسبة بين الاثنين)! الإضاءة الاصطناعية تؤخر مواعيد نومنا كونها توحي لأدمغتنا أننا مازلنا نعيش في فترة النهار.. وفي المقابل كان الناس قبل عصر الكهرباء يصابون بالنعاس بمجرد غروب الشمس!! يطلق الدماغ هرمون النوم حين يختفي الضوء تماما.. وهذا يعني أن أي ضوء في الغرفة يحفز الدماغ ويسبب الأرق (وفي المقابل يساعدنا التحديق في ضوء الصباح على الاستيقاظ بنشاط).. تختلف حاجة الانسان للنوم بحسب عمره؛ فالرضع يحتاجون لأكثر من20 ساعة نوم، تنخفض حتى 10 ساعات قبل المدرسة، ثم 9 ساعات للمراهقين، ثم 8 و7 للكبار، حتى تصل الى 4و5 ساعات للمسنين الذين يعاني معظمهم من اضطرابات النوم. تحتاج النساء عموما لساعة نوم أكثر من الرجال.. وهناك دراسة أثبتت أن زيادة ساعة في النوم من شأنها تخفيض عدد الحوادث في الطرقات والمصانع بنسبة 9%. ينام الانسان بشكل أفضل وأكثر عمقا في غرفة باردة وهذا بالضبط سر انتشار الأرق في الصيف.. في حين تتسبب الضوضاء في بداية النوم في أرق قد يمتد طوال الليل (علما أن وجود رضيع في المنزل يستقطع في أول عام 400-750 ساعة من نوم الوالدين).. اتضح أننا أحيانا نأخذ لحظات غفوة وعيوننا مفتوحة (وهو ما يدعوه خبراء النوم غفوة القطط) هل تذكر لحظات كنت فيها بين الناس وشعرت بالنعاس وأنت مفتوح العينين فيوجه إليك أحدهم الحديث فتتنبه فجأة؟! كما اتضح أننا نملك بداخلنا "منبها طبيعيا" يمكنه إيقاظنا في الوقت الذي نختاره.. فحين تحدث نفسك مثلا بضرورة الاستيقاظ بعد 35 دقيقة تفرز الغدة الكظرية هرمونا منشطا يجعلك تقوم بعد 35 دقيقة بالضبط (وحسب خبرتي تتحسن فعالية هذا المنبه مع كثرة استعمالك له)!! يعتقد العلماء أن الأحلام طريقة الدماغ لأرشفة معلوماته وتفريغ ذكرياته غير المهمة. ومعظم أحلامنا تحدث خلال فترة حركة العين السريعة التي تدعى REM وتتحرك خلالها العين تحت الجفن وكأنها ترى أشياء حقيقية (هذه المرحلة لا تحدث حين يتناول الانسان عقاقير منومة)!! لا يعرف العلماء لماذا تحتاج بعض الحيوانات لساعات نوم طويلة (كالأسد والدب الكسلان اللذين ينامان لعشرين ساعة) أو ساعات نوم قليلة (كالظباء والزرافات التي لاتنام لأكثر من ساعتين) في حين يظل القرش مستيقظا على الدوام من خلال إغلاق "نصف دماغه" فقط!! أما أغرب ما قرأته عن النوم (ولا يعرف حتى الخبراء تفسيرا له) فهو أن تسليط ضوء قوي على مؤخرة ركبة الانسان يتسبب في اضطرابات النوم ويعيد عقارب ساعة النوم واليقظة في الدماغ إلى الخلف!