رحم الله شهداءنا من رجال الأمن الذين اغتالتهم يد الغدر في عرعر ورزق الله اهاليهم الصبر. قبل فترة كتبنا عن داعش وكيف انها تمثل قرن الشيطان على الارض وكان اعتقادي انها وصلت مرحلة غير قابلة للتأهيل فهي مثل السرطان في مراحلة الاخيرة مهما اعطيته من علاجات فلن تشفيه وحتى لو عالجت احد الاعضاء فانه يرتد المرض بعد فترة من ايقاف العلاج او تجد انه انتقل لعضو جديد او ما يعرف (ميتاستسيز). وقد قال لي البعض انه رأي متشدد فهناك قابلية للاصلاح، وهذا ما نتمناه لكن ليس بامكان الطبيب علاج كل شيء ففي بعض الاحيان يكون العلاج بالتضحية بعضو للمحافظة على بقية الجسم فعندما تصيب الطرف غارغارينا ويتسمم الدم فالطريق الاسلم هو بتر العضو فمهما عملت من عمليات او اعطيت من مضادات فان العضو انتهى وسيكون مصدر تسمم لبقية الجسم. بالنسبة لداعش فان الداء تعدى مرحلة العلاج والسرطان ليس بالاطراف ولكن في الدماغ ولا يمكن استئصال كامل الدماغ ، كيف لك ان تتصور ان جماعة مثل داعش تكفر القاعدة (رغم تشدد القاعدة) فما بالك عندما تنظر الينا نحن الناس الطبيعيين ؟ هؤلاء هم احفاد ذو الخويصرة وهم من قتل عليا والصحابة ويدعون انه تقرب لله ! هل ترى الى اين وصلت مرحلة الفجور ؟! العلاج ليس عندي بل العلاج ما قاله اشرف خلق الله قبل اكثر من 1400 سنة قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن من ضِئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) ففي الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة) وهنا وفي داعش لا يصح الا قول ابي تمام: السيف اأصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب قد تكثر الاراء بخصوص كيفية التعامل مع الدواعش وقد يرى البعض تشددا في رأيي لكن التجربة اثبتت الا عهد لهم ولا ذمة وبعض منهم انتكسوا بعد ان أكرمتهم الدولة فالحزم سيكون علاجا ناجعا للسرطان الذي استوطن ادمغتهم. مما قيل هذا الاسبوع تعازينا الحارة لفرنسا وللشعب الفرنسي على الضحايا الذين سقطوا بفعل سرطان الارهاب والذي ليس له دين ولا ملة وليس من الاسلام ، وليس لدي شك ان فرنسا لن ترهبها هذه الاحداث وستبقى قوية متسامحة. بالمناسبة كنت اقرأ استبيانا قبل مدة قصيرة نتيجته تظهر ان فرنسا اكثر الدول الاوروبية ترحيبا بالمسلمين مقارنة ببقية اوروبا وليس عندي شك انها ستبقى كذلك.