رغم ما أحرزه الإنسان من تقدم كبير في التقنية وما أحدثته الثورة العلمية من تحولات جذرية في حياته إلا أنه في المقابل برزت مشكلات بيئية خطيرة تهدد بقاء الطبيعة جعل البعض ينظر بسوداوية تجاه المستقبل فتعالت أصوات مطالبة بالحد من تدخلات الإنسان وتآمره على الطبيعة ومن هذه الأصوات حركة تدعى (VHEMT) اختصاراً ل The Voluntary Human Extinction Movement وتعني حرفيا (حركة الانقراض البشري التطوعية) وهي حركة بيئية تطوعية تسعى إلى تخليص الكرة الأرضية من الجنس البشري وفق إرادته عن طريق الحد من التكاثر وتمثل هذه الحركة أحد الخيارات المروعة لإنقاذ الطبيعة من الإنسان الذي أرهقها بالمصانع والحروب والتلوث البيئي، بجانب انقراض كائنات حية ربما لن نراها مرة أخرى. تؤمن vhemt أنه من الجيد أن تبقى الطبيعة من دوننا تسير وفق قوانينها الذاتية بعيدًا عن التدمير والاستغلال القاسي من قبلنا فالأمر فعلاً جدير بإنهاء معاناة لا داعي لها. ورغم ما يحيط أهدافها من مبالغات مفرطة إلا أنها تؤكد في موقعها على الويب الذي يزوره آلاف الناس من أنحاء العالم على جديتها حيث تقول وبشكل مكرر: "نحن حركة حقيقة"، مشيرة إلى أن الكثير ينظر بسخرية إلى إمكانيتها في القضاء على البشرية لكنها تقرر وبشيء من الإحباط أن الهدف الذي تسعى إليه طويل المدى حتى لو كانت نسبة النجاح تبلغ 1 في المئة فهناك متسع للأمل وفرصة للمحاولة، الكثير اتهم الحركة بترويجها لأفكار عبثية وأنها تقوم في أساسها على غايات شيطانية وعدائية للمجتمعات بشتى عرقياتها ومن هنا صرحت الحركة ردًا على هذه التهم بقولها: "نحن لسنا مجرد حفنة من غير الأسوياء والمعادية للمجتمع بل حركة ترى أنه ما من سبيل لعودة الطبيعة إلى ازدهارها إلا من خلال فكرة الانقراض". يذكر أن الحركة أُنشئت على يد الناشط البيئي "ليس يو نايت" عام 1991م حيث رأى أن معظم المشاكل البيئية مردها إلى الانفجار السكاني وعبث الإنسان غير المبرر في الكثير من الأحيان تجاه هذه الأرض من خلال الحروب وصناعة الأسلحة التي تتكفل بانشطار هذا الكوكب إلى نصفين، متوصلاً بعد الكثير من التفكير إلى أن الحل الوحيد هو انقراض البشر؛ ليُنشىء في عام 1996 هذا الموقع التابع للحركة، والذي تمت ترجمته إلى11 لغة مختلفة حتى الآن.