تتعرض الضفادع للإبادة الجماعية بوتيرة قل أن يشهد العالم مثلها، وقد شبه بعض العلماء انقراضها المستمر في السنوات الأخيرة بانقراض الديناصورات. مع ذلك لم يحظ هذا الموضوع بالاهتمام الكافي، وربما بأي اهتمام، في صحافتنا العربية أو المحلية. ربما لم تدرك أغلبية وسائل الإعلام حجم المأساة التي تتعرض لها هذه الحيوانات، وربما لا تقع هذه الحيوانات، رغم أهميتها البيئية الفائقة، على قائمة الحيوانات المفضلة في العالم العربي. وغالبا، للأسف، لا تأخذ الأمور البيئية ومن أهمها انقراض أصناف كثيرة من الحياة الفطرية المكانة التي تستحقها ضمن قائمة أولوياتنا. من بين 6285 فصيلة معروفة من الضفادع تواجه 1895 فصيلة أي 30 % خطر الانقراض الوشيك، وقد انقرض منها بالفعل 165 فصيلة. عدة فصائل جديدة من الضفادع لم تكتشف إلا بعد انقراضها. أهم سبب مباشر لموت الضفادع هو وباء عالمي سببه مرض فطري يدعى كايتريديومايكوسيز، أما اسم فصيلة الفطر المسببة للمرض فهو اسم طويل، ولكنه يعرف بأحرفه الأولى: (Bd). لم يكن هذا الفطر معروفا كمسبب للمرض في الحيوانات الفقارية حتى تم اكتشاف عدواه في الضفادع. ينمو هذا الفطر على جلد الضفدع حتى يقتله دون هوادة. جلد الضفدع يلعب دورا هاما في امتصاص الأملاح الضرورية من الماء في البيئة المحيطة. بل إن بعض فصائل الضفادع تتنفس الأكسجين عبر جلدها، ولذا فإن نمو الفطر يصيبها بالاختناق المباشر. هناك أسباب أخرى لموت الضفادع، من بينها بعض الفيروسات، ولكن فطر Bd هو السبب الرئيس. يعتقد أن التغيرات البيئية، مثل التغير المناخي وكذلك استعمال المبيدات الحشرية والأسمدة في الزراعة تلعب أدوارا إضافية مساعدة في انقراض الضفادع. كذلك ساهم نقل الضفادع بكثرة من مكان لآخر في انتشار الفطر المذكور، وقد كانت الضفادع الأفريقية تستعمل منذ سنوات في المختبرات الطبية كوسيلة لاكتشاف الحمل عند النساء. جلد الضفادع الحساس وحاجتها للعيش بين الماء واليابسة يجعلانها مؤشرا حساسا للتغيرات البيئية، ولذا فإن أي ضرر تتعرض له الضفادع لا بد أن يؤخذ كجرس إنذار لخطر أكبر قد يهدد الحيوانات الأخرى أو الإنسان. انقراض أي كائن حي يؤدي إلى اختلال في التوازن البيئي، وهكذا فمن المؤكد أن انقراض الضفادع سيمهد لكوارث بيئية أخرى. الضفادع تلعب دورا هاما في الطبيعة كغذاء لكثير من أنواع الطيور والزواحف، وهي في الوقت نفسه تقتات على الحشرات الضارة أو الناقلة للأمراض مثل البعوض الناقل للملاريا وغيرها من الأمراض. أخيرا وليس آخرا، تفرز الضفادع مركبات هامة متعددة يعتقد أنه يمكن تطوير كثير منها كأدوية فعالة لعلاج بعض الأمراض المستعصية. الهيئات العالمية المختصة في البيئة دقت ناقوس الخطر للتعريف بمأساة الضفادع ولكنها تقف محتارة في أي طريق تسلك، كما أنها تشعر بالعجز أمام حجم المأساة، ومن الأمور البديهية وقف التدهور البيئي بصفة عامة وخاصة في أماكن تواجد الضفادع. أما بالنسبة لفطر Bd فقد بدأت هذه المنظمات مشروع «سفينة نوح» لحماية الضفادع في حدائق الحيوان بالعلاج المباشر بالمضادات الحيوية، وهو كل ما يمكن عمله لحماية بعض الفصائل النادرة من الانقراض. قد يصبح نقيق الضفادع من أجمل الأصوات التي نبحث عنها فلا نجدها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة