اختتمت في بيروت أعمال المؤتمر الوطني والدولي الخاص بحقوق الملكية الفكرية، الذي ترعاه وزارة الاقتصاد الوطني في لبنان بالتعاون مع منظمة (الويبو) الخاصة بالحماية للملكية الفكرية والتي مقرها جنيف. المؤتمر الذي استمر نحو ثلاثة أيام متواصلة، ناقش آليات حماية الملكية الفكرية في العالم والعالم العربي من ضمنه. خاصة وأن حقوق المؤلفين في العالم العربي هي حقوق مهدورة وغير معروفة وأن لغطاً كبيراً يتعلق بهذه الحقوق ليس في مجال الكتابة الإبداعية وحدها وإنما في كافة مجالات الإبداع مثل الهندسة والغناء والتمثيل والمسرح والفنون المتنوعة والمختلفة. وكان تقرير التنمية البشرية للعالم العربي عام 2003 قد أشار حول هذا الموضوع مخصصاً المؤلف الكاتب في نصه بأن قال (يشعر الأديب العربي بأنه يحتل موقعا هامشياً في مجتمعه) وهذه المشكلة تتجاوز موضوع الحقوق بالمعنى المتعارف عليه بل تصل الى حدود التعامل التي تبديها دور النشر مع المؤلفين والشركات الخاصة مع أصحاب الأفكار الإبداعية من مهندسين ومصممي برامج وغير ذلك. اليوم الأول حاضر فيه كل من الأستاذ بول تورمانس من كلية الحقوق بجامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة، وهو كذلك من المختصين بالقوانين المتعلقة بأنظمة حقوق الملكية الفكرية في العالم من الاختصاصيين في منظمة الويبو التي أنشئت لهذا السبب ومقرها جنيف. تورمانس قال ان هذه الأنظمة مازالت في بدايتها بمعنى أن ثمة الكثير من التجاوزات حتى من قبل الدول الأعضاء في الويبو، وهذا معناه أن حصر العملية في قوانين لا يمكن تطبيقها بسبب أن تداعياتها لا تفيد الجهات المتضررة بمعنى أن على القوانين أن تكون أكثر تشددا لناحية التطبيق لا أن تكون مجرد تشريعات غايتها البقاء على رفوف القضاة «وشرح تورمانس الكيفيات التي تتحرك فيها هذه القوانين ومقارنتها بالتطبيق في دول أخرى لديها عراقة في هذا الأمر مثل بريطانيا وفرنساوالولاياتالمتحدة الأميركية». أما البروفيسور أندريه لوكا من جامعة نانت الفرنسية فقد شملت مداخلته الحقوق الأخلاقية التي عليها أن تعتمد في عالم الملكية الفكرية. وقد تضمنت مداخلته القيمة ثلاثة أسئلة أجاب عليها بإسهاب هي «لمن هي حقوق المؤلف؟ و من هو صاحب الحق؟ و لماذا هي حقوق المؤلف». وقال لوكا ان «المبدأ الأساسي في الحقوق هو أن الحماية للملكية الفكرية لا يمكن أن تكون خاضعة لأي نوع من الرسميات كما هنا في بيروت» وأن «بعض الدول تقول ان حقوق المؤلف تحمي فقط عملية الإبداع كما لبنان أيضا وهذا تقصير بحق الكثير من المجالات الإبداعية الأخرى مثل الهندسة المدنية على سبيل المثال لا الحصر». وقال لوكا ان الملكية الفكرية تشمل الكثير من النواحي التي لا يمكن للفرد أن يفكر بها جميعها وفي وقت واحد، فعمليات الترميم التي تخضع لها المخطوطات تدخل ضمن إطار الحقوق ذلك أنه «إذا فكر أحدهم بترميم حديقة مبنية في القرن السابع عشر في فرنسا عليه أولا وقبل أي شيء آخر أن يسأل عن الشكل الذي كانت عليه في ذلك الوقت لا أن تتم عملية الترميم وكأن ما كان قبله ليس بذلك الشيء المهم وأنه يمكننا والحال هذه تركيب الأشياء بحسب ما تمليه علينا مخيلتنا». وقال لوكا أيضا ان المهم في موضوع الحقوق هو النظر جديا الى الأخلاقيات المهنية بحسب ما هي موجودة في القانون الفرنسي الذي يمكن إعتباره نموذجا فريداً وحسنا في هذا الموضوع، فعلى سبيل المقال فإنه في الولاياتالمتحدة لا توجد أخلاقيات مهنية في موضوع الحقوق وكذلك في عدد من الدول الأعضاء في منظمة الويبو الدولية، وهذا لا يمنح الأمل للمشتغلين على هذه القوانين».