أفاقت العاصمة اليمنية صنعاء أمس على انفجار هائل خلّف عشرات القتلى والجرحى. وقال نائب مدير عام شرطة أمانة العاصمة صنعاء العميد الدكتور عبدالعزيز القدسي، ان حصيلة ضحايا حادث التفجير الارهابي بالسيارة المفخخة أمام كلية الشرطة بصنعاء، وصلت إلى 35 قتيلاً، و68 مصابا البعض منهم حالاتهم حرجة. وأضاف القدسي أن الضحايا من أفراد أجهزة الشرطة الجامعيين الذين كانوا يرغبون بالتسجيل للالتحاق بكلية الشرطة بغية الحصول على الترقية الى رتبة ملازم ثان وكانوا يصطفون بمحاذاة السور الذي يربط بين بوابتي كلية الشرطة ونادي ضباط الشرطة من الجهة الغربية.. في حين كان الطلاب من خريجي الثانوية العامة يتواجدون في الجهة الجنوبية لكلية الشرطة وبعيدا عن مكان الحادث. ولفت إلى أن هناك مصابين بحالات حرجة ومازالوا داخل غرف العناية المركزة وبعضهم أجريت لهم عمليات كبرى. وقال إلى أن أجهزة الامن تعرفت على هوية أغلب الشهداء في حيت مازال هناك ستة شهداء مجهولين. واشار القدسي إلى أنه وبحسب النتائج الأولية للتحقيق في ملابسات الاعتداء وروايات شهود العيان، فإن السيارة المفخخة وهي عبارة عن حافلة صغيرة مكشوفة كان يقودها شخص وبجانبه شخص آخر وقاما بإيقافها بمحاذاة أفراد أجهزة الشرطة الجامعيين الذين كانوا يرغبون بالتسجيل للالتحاق بكلية الشرطة الواقفين بجانب سور الكلية من الجهة الغربية وسارعا بالخروج منها والهرب ومن ثم حدث الانفجار مباشرة في الساعة السابعة فجرا ليوقع العشرات بين شهيد وجريح. ولفت الى أن أجهزة الامن وفرق الإسعاف هرعت على الفور الى موقع الحادث وباشرت بنقل المصابين إلى عدة مستشفيات بأمانة العاصمة في حين قام فريق البحث الجنائي وخبراء الأدلة الجنائية بمعاينة مسرح الجريمة وجمع الأدلة والاستدلالات. وتطايرت جثث الضحايا على جانبي الطريق، ومعها تناثرت الشهادات وملفات التقدم بطلب الالتحاق التي كان يحملها المتقدمون. وهرعت سيارات الاسعاف لنقل الضحايا الى مستشفيات صنعاء، فيما اطلقت وزارة الصحة نداء استغاثة للمواطنين للإقبال على المستشفيات للتبرع بالدم للجرحى. وذكرت مصادر طبية ان اجساد عشرة من الجرحى وحالتهم خطرة تفحمت. وجرى نقل جثث الضحايا الى مستشفيات الجمهوري والثورة والشرطة. فيما أعلنت وزارة الداخلية وقف التسجيل في الكلية لمدة اسبوع وعن لجان ميدانية للتسجيل بالكلية إلى مختلف محافظات الجمهورية. ويأتي الهجوم بعد يوم فقط على اقتحام الطلاب المتقدمين للكلية احتجاجا على قبول معظم المتقدمين من جماعة الحوثي. ولقي الحادث الارهابي الذي لم تعلن اي جهة المسؤولية عنه ادانات محلية وخارجية. فقد دانته سفارة الولاياتالمتحدة. وقالت في بيان نشر على موقعها الإلكتروني" تدين سفارة الولاياتالمتحدة الهجوم الذي استهدف كلية الشرطة بصنعاء، كما تدين القتل والاستهداف غير المبررين للمواطنين اليمنيين، لا سيما أولئك الذين يسعون للانخراط في خدمة الناس وحماية الشعب اليمني." ودان مجلس التعاون الخليجي بشدة الإعتداء الإرهابي. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني في بيان إن" دول مجلس التعاون تدين بشدة هذه الجريمة البشعة التي تتنافى مع جميع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية" ، وتعرب" عن دعمها ومساندتها لليمن الشقيق في هذه الظروف الصعبة والمؤلمة التي يمر بها ". وعبر الأمين العام لمجلس التعاون "عن أمله في سرعة الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية". ويأتي هجوم صنعاء بعد يومين فقط من هجوم استهدف مقر للحوثيين بصنعاء خلف ثلاثة جرحى، وبعد خمسة ايام من هجوم انتحاري استهدف احتفالاً لجماعة الحوثيين بالمولد النبوي في مدينة اب ارتفعت ضحاياه أمس الى 34 قتيلاً .