أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي حجم «التخبط»، الذي وقعت فيه عناصر التنظيمات الإرهابية خارج المملكة، بعد إحباط مخططاتهم، والإحاطة بعناصرهم ذوي العلاقة بحادثة الأحساء، أو الموجهين للقيام بتنفيذ أعمال إرهابية أخرى. وعلى رغم استعانة مغردين إرهابيين بمواقع التواصل ل «التمويه»، ومحاولة «تشتيت» قوات الأمن السعودية، إلا أن الأخيرة تمكنت من رصد مواقع وجود الإرهابيين والقبض عليهم في مناطق عدة بالمملكة في وقت قياسي. ولم يقتصر استخدام عناصر التنظيم لمواقع التواصل، وبخاصة «تويتر» و«فيسبوك» و«باث»، للحشد والتعبئة والتجنيد، واستخدامها كساحة ل «حرب نفسية»، وإنما استُغلت الأسبوع الماضي، تزامناً مع حادثة الأحساء، لتشتيت رجال الأمن والتمويه حول موقع وجود بعض العناصر المشتبه في تنفيذهم العملية الإرهابية، إذ بثت مُعرفات إخبارية خاصة بالتنظيم الإرهابي «داعش»، خبر وصول الإرهابي الذي يُرجح أنه قاد الهجوم على حسينية الدالوة، والذي قتل خلال المواجهات مع رجال الأمن، إلى الموصل في العراق، مساء اليوم الثاني لوقوع الحادثة (الثلثاء)، ووصول آخرين من الخلية إلى مناطق أخرى في سورية. وبعد انتشار خبر مقتله، أكدت تلك المعرفات في بيان نعي عنصرها أن خبر وصوله وزملائه الذين تم إيقافهم، إلى مناطق القتال «كان مجرد تمويه وتضليل لتسهيل هروبه». وعلى رغم تلك المحاولات التي تؤكد «تخبط» عناصر التنظيمات الإرهابية، بعد خسارتهم المعركة ميدانياً، أمام رجال الأمن بضرباتهم الاستباقية الموجعة لهم، لم يعد لهم إلا مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت بالنسبة لهم إلى «ساحة قتال» و«حرب نفسية»، وهذا ما أشار إليه أحد قادة الإرهاب عندما ذكر: «نخوض أكثر من نصف معركتنا في الساحة الإلكترونية والإعلامية». بدوره، قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة حمود الزيادي ل «الحياة»: «من الواضح تخطيط «داعش» خلال الفترة الماضية، لعمل إرهابي في السعودية، ليؤكد التنظيم «استخلافه» ل «القاعدة» في المملكة، ومن ثم يصبح هو التنظيم المرجع، فيما يسمى «الحركة الجهادية العالمية، وهي الحركة التي تزعمها تنظيم «القاعدة» على مدار عقد ونصف العقد. فحاول التنظيم توجيه ذراعه الإعلامية الضخمة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، تجاه الداخل السعودي، سواء للحث على ما يسمونه «النفير إلى ساحات الجهاد»، أم تحريض من يتعاطف مع التنظيم للقيام بأي عمل إرهابي ونسبته إلى «داعش»، حتى يحصدوا شيئاً من القيمة في مواجهة أهم دولة في المنطقة تتصدى للإرهاب». وأضاف الزيادي: «كان لافتاً تكرار تغريدات لذكر أسماء عناصر سعودية، وتوجهها لهذا المكان أو ذاك، في سورية أو العراق، خلال الفترة الماضية، ثم تبين أنهم من بين الخلية التي استهدفت حسينية الأحساء الأسبوع الماضي، ما يدلل على أن ذلك كان محاولة للتمويه على الأمن السعودي، وصرف الأنظار عن تلك العناصر، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً لاحترافية ومهنية الجهاز الأمني، الذي يمتلك تراكماً هائلاً من الخبرات في مواجهة الإرهاب، طوال أكثر من عقد».