أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن مصر ستشهد في العام الحالي العديد من الأحداث المهمة التي ستؤكد على مكانتها الرائدة عربيا تتمثل بإجراء الانتخابات البرلمانية واستضافة المؤتمر الاقتصادي لدعم الاستثمار في مصر ومؤتمر قمة جامعة الدول العربية في شهر مارس المقبل. وأعرب الخالد خلال لقائه الوفد الإعلامي المصري الذي يزور البلاد لتغطية زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الكويت عن سعادته بهذه الزيارة والتي تعد "غاية في الأهمية لاستكمال ما بدأه البلدان سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى القضايا الإقليمية والدولية". وأكد أهمية استعادة مصر دورها الريادي والقيادي الذي ينعكس إيجابا على المنطقة العربية بأسرها "ويمثل عاملا مساعدا لتخفيف الهزات التي تعرضت لها المنطقة" مبينا ان "مصر دائما وأبدا أبية بشعبها وقيادتها وأقوى من كل ما تتعرض له". وأوضح أن زيارة الرئيس السيسي ستفتح آفاقا مستقبلية للعلاقات الثنائية مشيرا إلى الزيارات التي قام بها الرئيس المصري الموقت المستشار عدلي منصور إلى الكويت سابقا والتي ساهمت بتعزيز العلاقات الثنائية فضلا عن مشاركته في القمة العربية الأفريقية وقمة جامعة الدول العربية. وبين الخالد ان اللجنة العليا الكويتية - المصرية المشتركة التي اختتمت اجتماعاتها مؤخرا في الكويت بحثت مختلف مجالات التعاون مشيرا إلى وجود فريق فني بين وزارتي الخارجية في البلدين يناقش جميع المسائل المشتركة التي تخدم مصالح البلدين. وأعرب الخالد عن ثقته بعودة مصر ونهوضها لسابق عهدها "وهي اكبر من أي أمر يجعلها منغمسة في مشاكلها" مؤكدا أن مصر بمخزونها الحضاري وثروتها البشرية وموقعها الجغرافي قادرة على التغلب على جميع التحديات والمصاعب التي تواجهها. وأوضح أن تعدد مصادر الاقتصاد في مصر وتنوعه سيساهم في انطلاقتها مشيرا إلى بدء مصر بتنفيذ عدد من المشاريع الكبيرة ضمن مدد زمنية محددة "يطمئن الجميع على أن نهوض مصر أمر مفروغ منه". وأكد الخالد حرص دولة الكويت على المشاركة في المؤتمر الاقتصادي لدعم الاستثمار في مصر والذي سيعقد في شهر مارس المقبل دعما للاقتصاد المصري مبينا أن "الكويت أعدت فريقا للمشاركة والمساهمة بفعالية عالية في الفرص الاستثمارية الكبيرة والمتاحة في مصر". وفيما يتعلق بالمصالحة بين قطر ومصر ثمن الخالد تعامل مصر مع أشقائها العرب واستيعابها لهذه الأمور بحكمة الشقيق الأكبر معربا عن الأمل في تنفيذ كل ما اتفق عليه لما فيه من مصلحة لجميع الأطراف. وعن خطر الإرهاب على الدول العربية قال الخالد إن الإرهاب يداهم جميع دول المنطقة لاسيما العراق الذي يواجه جماعات إرهابية متطرفة تستولي على جزء كبير من أراضيه وتعيق جهود الأشقاء في العراق لإرساء الأمن والاستقرار. وأعرب عن سعادته للزيارات التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى بغدادوالكويت خلال الشهور الأربعة الماضية دعما لتوجهات الحكومة العراقية "وهو دعم يمثل ضمانة لمواصلة هذه الجهود". وأشار إلى قيام وفد عربي ترأسته دولة الكويت بصفتها رئيسة الدورة الحالية للقمة العربية بزيارة إلى بغداد لنقل رسالة دعم وتأييد للحكومة العراقية والتعبير عن الثقة بأنها ستكون حاضنة لكل مكونات الشعب العراقي والانطلاق من هذه النقطة لمواجهة التهديدات الكبيرة التي تواجهها. وحول الشأن السوري قال الخالد "إن ما يحدث في سورية من دمار مؤلم لن يقف عند حد سورية بل سيكون له إفرازات وتداعيات على المنطقة كلها" مشددا على ضرورة التحرك لوضع حد لهذه الأزمة عبر الحل السياسي. وأوضح أن الكويت تستشعر أهمية استضافة روسيا لاجتماع يضم المعارضة السورية في موسكو مستدركا "انه من الأجدر والأنفع أن تكون هذه المشاورات واللقاءات في الشقيقة الكبرى مصر استكمالا لدورها الممتد من العراق وسورية وليبيا أيضا لوقف تدهور الأوضاع فيها". وعن الوضع في لبنان أوضح الخالد أن تداعيات الوضع في سورية أثقل كاهل الأشقاء في لبنان إضافة إلى الفراغ الرئاسي الذي استمر ثمانية أشهر علاوة على تعطل عمل مؤسسات الدولة ممثلة في الحكومة والبرلمان الأمر الذي يقتضي دعما وتأييدا عربيا لمساعدة لبنان "في حمل أعباء الأعداد الكبيرة من الأشقاء السوريين على أراضيها وفي استكمال مسيرته الديمقراطية". وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أوضح الشيخ صباح الخالد أن الوفد العربي المشترك برئاسة الكويت حاول أن يستصدر قرارا من مجلس الأمن الدولي يضع سقفا زمنيا للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "ولن تقف جهودنا عند هذا الحد لدعم توجهات الشعب الفلسطيني" إذ ستشهد المرحلة المقبلة خطوات عربية في هذا الصدد. وأشار إلى اعتزام الوفد العربي التوجه في زيارات مقبلة إلى اليمن وليبيا لنقل رسائل التأييد والدعم للوقوف مع الأشقاء في مواجهة مخاوفهم والتهديدات التي تواجههم. وعن التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أوضح الشيخ صباح الخالد أن للمجلس إستراتيجية اقتصادية لها عشرة أفرع منها العملة الموحدة والسوق المشتركة والتعرفة الجمركية والنقل إذ وضع المجلس برنامجا زمنيا لكل منها وسيبدأ بتطبيق بعضها في عام 2015 معربا عن الأمل أن يشهد هذا العام انجازات تم بحثها خلال سنوات طويلة.