فقدت الساحة الشعبية بالأمس شاعرا من شعراء الوطن الأفذاذ الشاعر الكبير رشيد الزلامي-رحمه الله- الذي يُعد ركنا من أركان الشِّعر فقد كان له تاريخ عريق مشرف مع الشِّعر، فقد حفل سجله بالإبداع والتميز.. بما قدّمه من عطاء شِعري تميز بالإبداع والنجومية.. والذي امتد لأكثر من خمسة عقود من الزمان، فقد كان -رحمه الله- من أشهر نجوم شعراء المحاورة والنظم على مستوى المملكة ودول الخليج. خلك على صكات الايام صبّار ويومٍ يفوتك لاتمنى رجوعه اقفى على مافيه من خير واشرار نجمٍ هوى ما يندرى عن طلوعه لقد كان أبو جميل.. جميلا في تعامله.. جميلا مع جمهوره المُحب.. جميلا في شِعره وإبداعه، فهو من الشعراء الذين خدموا الشَّعر حيث أثرى الساحة الشعبية بالعديد من الأشعار القوية والنادرة التي تدل على قدرته الفائقة في كتابة الشِّعر، لما يتمتع به من موهبة رائعة.. فأشعاره تتسم بالجزالة، والرصانة، وعمق المعنى، وحسن السبك والحبك. ساير زمانك كان لك قلب وضلوع وارج الفرج بايامك المقبلاتي وان كان ما طاعتك خلك لها طوع ما انته بضاربها برمح الزناتي وفي مجال المحاورة فإن الزلامي يُعد من الشعراء الذين يحسب لهم ألف حساب داخل ميدان المحاورة فقد أشتهر بسرعة البديهة، وكذلك سرعة الارتجال، وقوة البيت في الفتل والنقض، وصعوبة المعنى مما يساهم في أرباك الخصم.. وهذه من الأمور المعروف بها –رحمه الله–. ودائماً تجد في أشعاره صدق الإحساس، وأعذب القوافي، ووصوله للهدف المنشود، كما هي محاورته قوّة بالمعنى، وجزالة الأسلوب، والطرافة في بعض محاورته.. والتي من خلالها يدخل البسمة على الجمهور، وكان ذلك بأسلوب لا يجيده إلا الشعراء الكبار المتمكنون ولا غرابة في ذلك فقد حظي بالتجارب الواسعة في حياته. يخبرك من ذاق المتاعب والامرار وحاول ولاجاله زمانه بطوعه ومرّت به الدنيا على بعض الاقطار في رحلةٍ ماغيرت من طبوعه نعم لقد نهل أبو جميل ودرس في مدرسة الحياة التي تصقل الرجال وتبيّن معادنهم ومن خلالها قدّم لنا أجمل الدورس التي لا تنسى، والمعاني التي تظل في الذاكرة، وأغلى القوافي التي تحاكي القلب والعقل. درست في مدرسة من شيبت راسه دنيا العنا اللي قصيفاتٍ مطامعها تلميذها دايمٍ تكتب بقرطاسه وتعطيه جملة دروسٍ مايضيعها والله عطانا نظر وشعور حساسه ناخذ علوم المعرفه من مراجعها ونساير الوقت ونقيسه بمقياسه ونواجه النفس بالواقع ونقنعها وترى حياة الفتى مهما قوى باسه محفوفةٍ بالخطر والموت تابعها