أكمل فريق من أمن مدينة اسطنبول تحقيقا أجراه مع كل من برهان قوش وسعد الدين أقداش الموجودين حاليا في سجن أبي غريب بالعراق والمتهمين بتخطيط وتنفيذ التفجيرات التي حدثت بمدينة اسطنبول يومي الخامس عشر والعشرين من نوفمبر عام 2003، وأودت بحياة العشرات من الأتراك والأجانب. ويتضمن التقرير النهائي للفريق الأمني الذي قدمه إلى محكمة الجنايات العاشرة اسطنبول معلومات مفصلة، من ردود أفعال المتهمين المذكورين لحظة التفجير إلى حرب الشوارع التي اشتركا في خوضها في مختلف المدن العراقية، ومرورا بكيفية خروجهما من تركيا إلى العراق. وحسب ما جاء في تقرير الشرطة التركية فإن عددا من الذين اشتركوا في تخطيط وتنفيذ العملية وعلى رأسهم حبيب أقداش اختبأوا بعد عملية التفجير في منزل لؤي السقا بمدينة حلب السورية، حيث اعترف كل من برهان قوش وسعد الدين أقداش بأنهما نزلا ضيفين على رجل سوري يعرفانه باسم أبو محمد. وفي معرض تفصيل التحضيرات لتفجير يومي الخامس عشر والعشرين من نوفمبر قال المتهم برهان قوش حسب ما جاء في تقرير الشرطة بأن حبيب أقداش ومعه رجل اسمه عمر صنعا بعض الأنابيب في محل بداخل المنطقة الصناعية في شمالي اسطنبول ، كما أقاما موقدا على أرض هذا المحل لغلي بعض المواد الكيماوية ، عرف فيما بعد بأنهما يعدان لصنع القنابل. وأضاف بأن هذين الرجلين وضعا تلك المواد في ستين علبة من الصفيح ووزعوها على أربع شاحنات، ثم ملأوا ما بقي من الفراغ بداخل الشاحنة بكميات كبيرة من السماد الكيماوي. واعترف قوش بأنه بعد الانتهاء من إعداد المتفجرات توجه مع سعد الدين أقداش إلى مدينة انطاكية الحدودية مع سورية، ثم إلى مدينة حلب فاختبآ بمنزل رجل سوري يعرفانه بأنه أبو محمد، وأن من كان معه شاهدوا على شاشة التلفزيون التفجيرات التي حدثت بعد ذلك فرفعوا أصواتهم بالتكبير. وأنه ورفيقه سعد الدين أقداش أرادا العودة إلى تركيا، لكنهما صرفا النظر عن ذلك وقررا التوجه إلى العراق مع أفراد عائلتيهما بعد وصول خبر القبض على كل من المتهمين فوزي يتيز وهارون إيلهان. من جهة أخرى واصلت محكمة الجنايات العاشرة بمدينة اسطنبول جلساتها للنظر في قضية التفجيرات التي حدثت قبل حوالي عامين في كنيسين يهوديين بالإضافة إلى بنك بريطاني والقنصلية البريطانية في اسطنبول وأودت بحياة سبعة وخمسين شخصا من الأتراك والأجانب بينهم القنصل البريطاني العام في المدينة. وتشمل المحاكمة واحدا وسبعين متهما بينهم عدنان أرسوز الذي يقال بأنه العضو التركي في مجلس شورى منظمة القاعدة الإرهابي، بالإضافة إلى كل من فوزي يتيز وهارون إيلهان ويوسف بولاط، وهناك تسعة وعشرون من المتهمين غير معتقلين يحاكمون في المحكمة المذكورة.